وبيّن مدير عام المعهد أن الترجمة لم تعد تهم النخب فقط وإنما تحولت إلى مركز اهتمام كل شخص يسعى إلى السفر من بلد إلى آخر، إذ تساعد في فهم الإنسان وانغماسه في الثقافات الأخرى. كما بيّن توفيق قريرة أنه فضلا عن التطور التكنولوجي أصبحت الترجمة مطروحة بشكل كبير خاصة من خلال البرامج الرقمية المخصصة لذلك والتي تسعى إلى إلغاء دور الإنسان من هذه العملية موضحا بأنه من أهداف هذه الندوة تبيان أنه لا سبيل لإلغاء العقل البشري في الترجمة وتعويضه بآلة.
وتحدث بالمناسبة عن مشروع قادم لمعهد الترجمة ينجز بالشراكة مع عدد من المؤسسات الجامعية في اختصاصات مختلفة ويتمثل في إقامة ورشات ترجمة مع الطلبة دون أن يقدم تفاصيل أكثر عن هذا المشروع.
وقد انطلقت أشغال الندوة بمحاضرة افتتاحية فلسفية بعنوان « الترجمة والترجمان » قدمها الأستاذ الجامعي المختص في الفلسفة عبد العزيز العيادي، تضمنت تحليلا لفعل الترجمة وأصنافها من علمية ووصفية ومرجعية وإنتاجية وتأملية، كما تحدث عن المترجم والشروط التي يجب أن تتوفر فيه على غرار التمكن الجيد من اللغتين المترجم منها وإليها والإلمام بالسياقات الثقافية والفكرية للغات إضافة إلى ضرورة تمتعه بقدرة تأويلية وحس نقدي. وأشار إلى أن عملية الترجمة لا تخص المترجم وحده وإنما يتدخل فيها مجموعة من الفاعلين على غرار دور النشر ولجان التحكيم وغيرهم.
واعتبر العيادي في مداخلته أن عملية ترجمة الكتب العلمية أيسر من الكتب الفلسفية والأدبية لأنها تضم مصطلحات تقنية سبق وأن تمت ترجمتها ومتفق عليها.
وفي تصريح لوات قالت صفاء شبيل عضوة اللجنة العلمية ولجنة تنظيم الندوة، أن اللجنة تلقت ترشحات حوالي 30 مقالا من عديد البلدان على غرار تونس وليبيا والأردن وايطاليا وإسبانيا وبلجيكيا وروسيا.
وتضم الندوة في برنامجها الذي يستمر كامل اليوم الإثنين ويوم غد الثلاثاء، مجموعة من المداخلات التي تطرح مسألة الترجمة من زوايا مختلفة على غرار أخلاقيات الترجمة والترجمة للغات المتعددة منها الإسبانية والانقليزية والروسية إضافة إلى طرح موضوع آفاق الترجمة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يقام بمناسبة هذه الندوة العلمية معرض لإصدارات معهد تونس للترجمة وذلك ببهو المؤسسة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.