تم عشية اليوم الثلاثاء تدشين المركب الثقافي « سانت لاكروا » بالمدينة العتيقة بالعاصمة المتمثل في فضاء فسيح للإبداعات والعروض الفنية المتنوعة ،والمتميز بطابع معماري خاص مستمد من كونه كنسية أروبية قديمة تم إدراجها ضمن الملك البلدي لتونس وتهيئتها في انسجام مع محيطها التراثي باعتبار المدينة العتيقة جزء من التراث الثقافي العالمي، بما يسهم في تنشيط الحياة الثقافية والاقتصادية بالمدينة وبالعاصمة.
وأشرف على حفل التدشين الكاتب العام المكلف بتسيير بلدية تونس، لطفي الدشراوي وسفير إيطاليا بتونس أليساندرو بروناس بحضور مدير الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، أندريا سيناتوري ومسؤولي الثقافة والتجهيز ببلدية تونس.
ويتكون المركب الثقافي من قسمين أحدهما أضيف الى الخدمة رسميا اليوم ويتمثل في قاعة العبادة لكنيسة « سانت كروا » وثانيهما رواق خاص بالكهان قديما وتم تحويلهما لآحتضان العروض الثقافية الفنية والتعليمية والتجارية المتصلة بها وإقامة الورشات المتخصصة في الرسم والابداع التكنولوجي الرقمي تحت إشراف طاقم إداري تعينه بلدية تونس ،ويتولى تنظيم العروض والورشات وقبول عروض التنظيم من مختلف الجهات الوطنية والأجنبية والدولية.
وقد تمت تهيئة قاعة الكنيسة بين أكتوبر 2019 وجوان 2024 ،بينما تمت تهيئة رواق الكهان القديم بين 2013 و2017 ،ويشكل القسمان مركبا من قاعات للعروض والورشات والندوات ومشرب وادارة.
وقال الكاتب العام المكلف بتسيير البلدية في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن هذا الحدث المهم يؤكد متانة التعاون التونسي الإيطالي وحرص تونس على حماية تراثها الثقافي والهوية المشتركة لقسم من المعالم، والمساهمة في إحياء المدينة العتيقة وجعل التراث مصدرا للنمو.
ومن ناحيته، اوضح السفير الايطالي بتونس إن هذا المشروع المشترك التونسي الإيطالي يتمثل في صيانة المعلم الكنسي القديم في إطار الحفاظ على التراث التونسي ووضعه على ذمة الانشطة الابداعية ، مضيفا انه سيساهم في تطوير الشراكة التونسية الإيطالية الإقتصادية منها والثقافية والإجتماعية ،سيما في مجالي الإبداع والتصميم ،وفي تنشيط الحوار الثري والمتنوع بين ضفتي المتوسط.
وقدمت المديرة العامة للتهيئة والبناء والتهذيب ببلدية تونس، نرجس الرياحي عرضا حول صيانة مركب « سانت كروا » الذي يندرج في إطار استراتيجية إعادة الهيكلة الحضرية لبلدية تونس أطلقتها منذ الثمانيات وتضمنت تحويل فضاءات فقدت وظيفتها الأصلية القديمة مثل هذه الكنيسة ، التي شيدت سنة 1833 قرب باب البحر في قلب مدينة تونس النابض والمصنفة من قبل اليونيسكو منذ 1979 تراثا ثقافيا عالميا، الى وظائف ثقافية وتربوية وسياحية وطنية.
وأوضحت في عرضها أن التكلفة الجملية لإعادة التهيئة والتحويل بلغت حوالي مليون و304 الف أورو، وفرت منها تونس 93 الفا و750 أورو والبقية بتمويل إيطالي لفائدة تونس ومنظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة).