شهد المنتدى العالمي للنساء صاحبات الأعمال، الّذي إنتظم، الثلاثاء، بمدينة صفاقس، مشاركة أكثر من 300 إمرأة صاحبة أعمال وخبراء وأكادميين، ومختصين معروفين دوليا في مجال المسؤولية المجتمعية للمؤسسات.
وتمثل الهدف من تنظيم المنتدى، الّذي جاء تحت شعار « من أجل تسيير مسؤول للمؤسسات »، تعزيز التغيير، وتبادل الخبرات، والتعاون بين رواد الأعمال من خلفيات متنوعة، وتعزيز دور النساء في التنمية المستدامة
وأفادت رئيسة الغرفة الوطنية للنساء صاحبات الأعمال، ليلى بلخيرية جابر، في تصريح إعلامي، أن « أهمية هذا المنتدى، تكمن في 3 نقاط أساسية، وهي، انعقاده في عاصمة الجنوب صفاقس، باعتبارها قطبا إقتصاديا، والغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال بصفاقس، تضم أكبر عدد من النساء صاحبات الأعمال بعد الغرفة الوطنية، والتعريف من خلال هذا المنتدى العالمي، بكفاءات المرأة صاحبة المؤسسات التونسية على المستوى العالمي، من أجل خلق فرص للتصدير، والتعريف بالإمكانيات النسائية في صفاقس، والمسؤولية المجتمعية صلب المؤسسة من الجانب النسائي ».
وأشارت بلخيرية، في هذا السياق، أن « الدراسات أظهرت أن لدى المرأة التونسية، التّي تقود مؤسسة، نظرة، تفوق الرجل، في ما يتعلّق بالثروة البشرية الموجودة في المؤسسة، والحظوظ المتساوية بين المرأة والرجل، والمسؤولية الإجتماعية صلب المؤسسة القائمة على قاعدة التكوين، والتمويلات، ومحيط المؤسسة، على مستوى المحافظة على الطاقة، والمحيط الإنساني الذي يخضع للمعايير العالمية، وذلك من أجل تنمية منتوج المؤسسة، ويجعلها مستدامة ومعترف بها عالميا، وخلق إقتصاد لتنمية الثروة البشرية والتعريف بالقدرات التونسية النسائية على نطاق السوق العالمية ».
من جهته، اعتبر، فلوريان غارسيا، مدير البرامج صلب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس، أن « هذا اللقاء من شأنه أن يسهم في تثمين ودعم فرص المساواة بين المرأة والرجل في مجال ريادة الأعمال، وذلك خدمة لإقتصاد تونسي، قوي وتنمية مستدامة على المستوى الوطني والعالمي، لا سيما، وأن الأسواق العالمية اليوم، تأخذ بعين الإعتبار المسؤولية المجتمعية صلب المؤسسة، وعلاقتها بمحيطها الخارجي ».
من ناحيتها قالت رئيسة الغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال بصفاقس، محاسن كسكاس، أن « الغرفة انطلقت منذ التسعينات وكانت تقدم حلولا وتأطيرا للنساء على مختلف الأصعدة، ولكن تم تسجيل بعض الركود، ويتم العمل حاليا على إعادة احيائها وتعزيز المهارات الشخصية للنساء ».
وأضافت، أن تنظيم المنتدى العالمي للنساء صاحبات الأعمال، « سيمثل فرصة لتشبيك وتقوية العلاقات الدولية وأيضا تمكين المؤسسات التونسية من ايجاد شراكات مع دول أخرى، ومناسبة حتى تكون كل المؤسسات والشركات مسؤولة مجتمعيا، إذ أن النفاذ إلى الأسواق الدولية يتطلب، أيضا، تطبيق المسؤولية المجتمعية ».
وشددت على أنه « يتعين على كل الشركات الاهتمام بهذا الجانب لضمان ديمومة المؤسسة، ولتتمكن من اقتحام الأسواق والتمركز جيدا »، مشيرة إلى أن « المنتدى ينتظم بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ومنظمة الأعراف، ستقدم خلاله عدة مؤسسات تجربتها فيما يهم المسؤولية المجتمعية، وسيتم تنظيم ورشات ولقاءات.
وبخصوص الصعوبات التي تعترض النساء صاحبات الأعمال، شددت، صاحبة مؤسسة رائدة في مجال تثمين الفضلات الفلاحية، ليلى بن بريك، على « الصعوبات المادية والنفاذ إلى التمويلات، التي تعترض سواء نسائنا، أو شبابنا ».
وأشارت إلى أن « قوة تونس تكمن في ثروتها البشرية وذكاء شبابها، وأن هذا المنتدى العالمي يعد مناسبة، لتبادل التجارب والخبرات في مجال ريادة الأعمال، وتشجيع المرأة والشباب على إيجاد أفكار مشاريع، وطرق وآليات لتجاوز الصعوبات المادية لتمويل مشاريعهم « .
وسلط المنتدى الضوء على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة ومشاركتها المتزايدة في تطبيق المسؤولية المجتمعية داخل المؤسسات من خلال الإستئناس بتجارب الخبراء الدوليين الحاضرين. كما أتاح إقامة شراكات استراتيجية وتشبيك العلاقات، واستكشاف حلول التمويل المسؤولة، وتعزيز بيئة ملائمة لريادة الأعمال النسائية.
ومثل المنتدى منصة فريدة لاكتشاف فرص جديدة للتعاون، وزيادة الوعي بأهمية الممارسات المستدامة، وتعزيز القيم الأخلاقية واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وتخللت المنتدى أربع حلقات نقاش أدارها عدد من الخبراء، تناولت مواضيع تعلّقت بمكانة المسؤولية المجتمعية في المؤسسة سنة 2025 والآليات الجديدة لدعم المؤسسة في تونس من قبل الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فضلا عن الاهتمام باستراتيجيات التمويل والاستثمار المسؤولة لدعم ومرافقة الشركات على الصعيد الدولي وتبادل الخبرات لدمج المسؤولية المجتمعية ضمن استراتيجياتها.
وسلطت هذه النقاشات الضوء على أفضل الآليات والسياسات لتحويل تحديات دمج المسؤولية المجتمعية للمؤسسات إلى فرص حقيقية للنمو، مع وضع المشاركة الاجتماعية كرافعة للتأثير الإيجابي على الصعيدين الوطني والعالمي.
يذكر أن الغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال بصفاقس للنساء صاحبات الأعمال بصفاقس، تأسست سنة 1990 وهي تنضوي تحت الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
وهي منظمة غير ربحية تدعم ريادة الأعمال النسائية في تونس. وتجمع بين صاحبات الأعمال من جميع القطاعات. كما تعمل على تعزيز أداء المؤسسات التي تقودها النساء، وخلق فرص العمل وتطوير شراكاتها الدولية.
وتلعب الغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال بصفاقس التي تضم أكثر من 500 إمرأة صاحبة أعمال، من خلال نشاطها والتزامها، دورا رئيسيا في خلق بيئة ملائمة لريادة الأعمال النسائية ، والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية الإقليمية والوطنية .