أكدت حركة التحرير الوطني
الفلسطيني (فتح), أمس الخميس, أن الشعب الفلسطيني سيفشل بصموده التاريخي
وبتشبثه الأبدي بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة كافة المؤامرات ومخططات الإبادة
التي تستهدف وجوده الأزلي, وفي مقدمتها, مخططات الضم والترحيل التي تسعى
منظومة الاحتلال الاستعمارية إلى تطبيقها, من خلال حرب الإبادة الشاملة على
الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة, منذ السابع
من أكتوبر 2023.
وأضافت حركة « فتح », في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة
الفكرية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني, أن الشعب الفلسطيني
سيجسد دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس, و سينجز مشروعه الوطني,
وسينتزع حقوقه الوطنية التي قدم دفاعا عنها -ولا يزال- التضحيات الجسام منذ أن
جثم المشروع الصهيوني الاستعماري على أرضه, مردفة أن هذا اليوم التاريخي, الذي
يحل علينا في ال29 من شهر نوفمبر من كل عام, يتزامن وحرب الإبادة الممنهجة
والمتواصلة التي يرتكب جيش الاحتلال فيها أعتى المجازر الدموية بحق المدنيين
من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
ونجم عن هذه المجازر استشهاد وإصابة واعتقال مئات الآلاف من الفلسطينيين,
وتدمير البنى التحتية والأحياء السكنية ومراكز الإيواء والمستشفيات ودور
العبادة, في ظل منع العدوان الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية في سياق
محاولاته الممهنجة لفرض مخططات الضم والتهجير القسري.
وأكدت أن هذه الحرب الشعواء التي تعبر عن الطبيعة الفاشية لمنظومة الاحتلال
ومسؤوليها تأتي بالتوازي مع خلق المناخات الطاردة للشعب الفلسطيني, من خلال
إقامة الحواجز والبوابات الحديدية, وتطبيق سياسة الفصل بين المدن والبلدات
والقرى والمخيمات الفلسطينية وتحويلها إلى تجمعات سكانية مغلقة (الغيتوات),
يرافق ذلك استشراء البناء الاستيطاني في مسعى لجعل مخططي الضم والترحيل أمرا
واقعا.
كما وأكدت حركة « فتح » أن الشعب الفلسطيني ذو التاريخ الكفاحي لن يستسلم أو
يذعن لمخططات الاحتلال, وسيحافظ مهما كلفت الأثمان والتضحيات على مشروعه
الوطني التحرري, ولن يفرط بوصايا شهدائه, وآلام جرحاه, ومعاناة أسراه وأسيراته
في معتقلات الاحتلال الذين يتعرضون لأبشع أساليب التعذيب والعزل والإرهاب
والقمع, مضيفة أن الشعب الفلسطيني يرنو إلى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة
وعاصمتها القدس, ولن يقبل بأية مساومات أو مشاريع سياسية تجزئ وحدته الكيانية
والسياسية والجغرافية وتنتقص من حقوقه الوطنية المشروعة, وفي مقدمة تلك
الحقوق, حقه في تقرير المصير كبقية شعوب العالم.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري لحرب الإبادة الشاملة على الشعب
الفلسطيني, وإحقاق حقوقه الوطنية المشروعة, وإجبار الاحتلال على إنهاء احتلاله
المرتكز على تكريس نظام الفصل العنصري (الأبارتايد), وعلى الانصياع للقانون
الدولي والشرعية الدولية وكافة المواثيق والمعاهدات ذات الصلة, مطالبة بفرض
العقوبات على منظومة الاحتلال ومحاسبة قادتها ومسؤوليها بوصفهم مجرمي
حرب.