أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا), فيليب لازاريني, عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم, الذي يعد المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة, والذي « لم يكن آمنا منذ شهور », جراء العدوان الصهيوني المتواصل.
وأشار المسؤول الأممي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي, إلى أنه تم »سرقة قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات من قبل عصابات مسلحة وأن الوكالة حاولت
أول أمس السبت إدخال عدد من شاحنات الغذاء عبر نفس الطريق, لكن تم الاستيلاء عليها جميعا ». ونبه لازاريني إلى أن « هذا القرار الصعب يأتي في وقت يتفاقم فيه الجوع
بسرعة », مضيفا أنه « لا ينبغي أبدا أن يكون إيصال المساعدات الإنسانية أمرا محفوفا بالمخاطر أو يتحول إلى معاناة ».
وشدد على أنه في غزة أصبحت العملية الإنسانية « مستحيلة » بسبب الحصار المستمر والعقبات التي يفرضها الاحتلال الصهيوني وقراراته التي تقيد كميات المساعدات
وأيضا انعدام الأمان على طريق المساعدات واستهداف الشرطة المحلية, مؤكدا أن « كل هذا أدى إلى انهيار في النظام العام ».
وأبرز ذات المتحدث أن مسؤولية حماية عمال الإغاثة والمساعدات تقع على عاتق الكيان المحتل وأنه يتعين عليه ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بأمان والامتناع
عن شن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني. وجدد مفوض الأونروا في الختام الدعوة إلى وقف إطلاق النار الآن, والذي سيضمن أيضا إيصال المساعدات الآمنة والمستمرة إلى المحتاجين.
وتشير التقارير إلى أن عصابات صهيونية مسلحة قد أقامت ما يشبه « ثكنة عسكرية » على بعد حوالي كيلومتر واحد من معبر كرم أبو سالم التجاري, الذي يخضع لسيطرة
الاحتلال, ويعد المنفذ الرئيسي لدخول شاحنات المساعدات, وتقطع طريق هذه المساعدات الانسانية وتستولي عليها. ومنذ السابع أكتوبر 2023, يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا مدمرا على قطاع غزة, خلف أكثر من 44 ألف شهيد و أكثر من 105 ألف جريح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع وهو ما يعادل 9ر1 مليون شخص.