استعرض نادي الأسير الفلسطيني في إحاطة نشرها اليوم الثلاثاء لشهادات لأسرى فلسطينيين, حجم المعاناة التي يتخبطون فيها بسجون الاحتلال والجرائم والانتهاكات المتصاعدة التي يتعرضون لها منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع أكتوبر من 2023.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية « وفا » عن النادي, نقله شهادات عن آخر التطورات المرتبطة بواقع الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الصهيوني, التي استندت في معطياتها إلى زيارة نحو (70) أسيرا وأسيرة نفذها محامو نادي الأسير الفلسطيني خلال شهر نوفمبر الماضي وحتى تاريخ التاسع من ديسمبر الجاري, وشملت سجون (الدامون, جلبوع, جانوت, مجدو, عوفر, شطة, والنقب), مشيرا إلى أن هذه الزيارات تمت في ظروف صعبة وتحت رقابة مشددة.
وأظهرت الإحاطة, ارتفاع جرائم ادارات السجون الصهيونية منذ بدء حرب الإبادة وحتى اليوم, بحق الاسرى من تعذيب وعمليات قمع متكررة يرافقها الاعتداء بالضرب المبرح والتنكيل, باستخدام أنواع الأسلحة كافة, وبمرافقة الكلاب البوليسية, التي طالت كل السجون التي تمت زيارتها, إلى جانب عمليات الإذلال والإهانة المتعمدة للأسرى, إضافة إلى قضية الجرائم الطبية التي تتخذ منحنى تصاعديا مع استمرار انتشار مرض (السكايبوس – الجرب) بين صفوف الأسرى في عدة سجون مركزية.
ومع حلول فصل الشتاء, أوضح النادي الفلسطيني, أن نداءات الأسرى والأسيرات للمؤسسات الحقوقية المختصة, تركزت بضرورة الضغط القانوني للسماح بإدخال ملابس شتوية لهم, أو توفير ملابس تقيهم برد الشتاء, خاصة أن إدارة السجون حولت فصل الشتاء العام الماضي مع بداية الحرب إلى أداة لتعذيب الأسرى والتنكيل بهم.
ويؤكد الأسرى, أن بعض إدارات السجون, تعمدت إبقاء النوافذ مفتوحة بدلا من إغلاقها, الأمر الذي ساهم في تفاقم معاناتهم, لا سيما أن أغلبية الأسرى اليوم يعانون ضعفا في البنية الجسدية جراء جريمة التجويع والجرائم الطبية, وانتشار الأمراض, فضلا عن أن نسبة كبيرة من الأسرى يعانون الإصابة بأمراض جلدية وأبرزها مرض « الجرب » الذي يرافقه أعراض خطيرة, تشكل تهديدا مباشرا لحياة الأسرى, لا سيما من يعانون أمراضا مزمنة, وتحديدا مرضى السكري.
ووقف محامو النادي على تحول كل السياسات والجرائم إلى واقع دائم, يعيشه الأسرى بشكل لحظي منذ بداية حرب الإبادة, والمتغير الوحيد هو اختلاف مستوى تلك الجرائم وكثافتها من فترة إلى أخرى, وهناك مخاوف كبيرة على مصير الآلاف من الأسرى, بعد ارتقاء (49) أسيرا ومعتقلا منذ بداية حرب الإبادة.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية شهر ديسمبر الجاري أكثر من عشرة آلاف و300, إضافة إلى المئات من معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات ولا تتوفر معطيات واضحة عن أعدادهم, وهم رهن الإخفاء القسري, كما يبلغ عدد الأسيرات حتى إعداد التقرير (89) في سجن الدامون من بينهن أربع من غزة, وعدد الأطفال (280).