احتفاء باليوم العالمي لحقوق النساء، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، نظّمت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن سهرة رمضانية احتضنها مسرح الجهات بمدينة الثقافة بالعاصمة يوم الخميس 6 مارس. وقد مثّل هذا الحدث مناسبة لتكريم أمهات تونسيات تجاوزن التحديات وحققن نجاحات بارزة في مختلف المجالات، وذلك في إطار الشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية.
وألقت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أسماء الجابري كلمة أكدت من خلالها أن تونس كانت دائما أرضا ولّادة لنساء صنعن التاريخ وتركْن بصمات لا تمحى في شتى المجالات، مذكّرة برائدات خلّدهن التاريخ مثل أروى القيروانية صاحبة الصداق القيرواني وفاطمة الفهرية التي أسست جامعة القرويين بالمغرب وعزيزة عثمانة والسيدة المنوبية وبشيرة بن مراد. كما خصّت بالذكر وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي التي كانت أوّل امرأة تؤسس فرقة موسيقية نسائية في تونس والعالم العربي، مشيرة إلى أن النساء التونسيات لم يتوقفن عند أي حدود بل اقتحمن جميع الميادين وتألّقن فيها.
وأبرزت الوزيرة في كلمتها الدور المحوري الذي تؤديه الأمهات في المجتمع، مؤكدة أن الأم هي مصدر الحب والرعاية وهي أيضا المدرسة الأولى والقوة الدافعة التي تُشكّل الأجيال القادمة. وقالت في هذا السياق: « لا مستحيل مع أم استثمرت في أبنائها ولا مستحيل مع أم ناضلت من أجل عائلتها. فكلما ازدادت التحديات كانت الأمهات أعمدة ثابتة صامدات في وجه الصعاب يقدمن التضحيات بلا مقابل ».
وتولت أسماء الجابري في هذا الإطار، تكريم مجموعة من الأمهات من مختلف ولايات تونس الكبرى، اعترافا بدورهن الريادي في المجتمع. وشمل التكريم ليلى الجباري وهادية فضيلة ولطيفة بالريش وراضية الجبالي من ولاية تونس، إضافة إلى زينة الدريدي وألفة بن أحمد وجليلة بريك ومنجية الجزيري من ولاية بن عروس. كما تم تكريم ضحى الهمامي وفاطمة بن جمعة إلى جانب آمال الشادي، سناء بن وهيبة وسعيدة الجلاصي من ولاية أريانة. أما في ولاية منوبة، فقد حظيت دنيا العمدوني زخدوجة الماجري ورابعة أحمدي وعربية فطناسي بتكريم خاص، تقديرا لجهودهن وتضحياتهن.
وعقب حفل التكريم، أمّنت فرقة موسيقية نسائية هذه السهرة الرمضانية، فقدمت باقة من الأغاني التونسية الخالدة التي لامست قلوب الحاضرين وتتغنى بالمرأة، حيث افتتحت العرض بأغنية « صلّ على سيدي النبي »، قبل أن تتوالى روائع الطرب التونسي مثل « محلاها كلمة في فمي » و »يطول عمرك يا ميمة يا حنينة » و »كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة » و »تحت الياسمينة في الليل » و »لاموني اللي غاروا مني » و »ما أحلاك يا مي » و »يا معذبتني بزينك » و »البارح نحلم بالغنجة » و »حبي يتبدل يتجدد » و »سمراء يا سمراء ». وقد كان الأداء الفني بمثابة رسالة حب وامتنان للأمهات، حيث حملت كل نغمة معاني الفخر والتقدير لعطائهن الذي لا ينضب.