في مثل هذا اليوم من سنة 1977 صدع صوت مذيعة الارسال فوزية فرحات « هنا اذاعة المنستير » معلنا انطلاق البث الاذاعي من عروس البحر لتكون انذاك لبنة جديدة تنضاف الى الاعلام الوطني و الجهوي.
لحظة الولادة
وفي استحضار لهذه اللحظة صرحت فوزية فرحات في العدد 71 لمجلة الاذاعة قائلة » ذات يوم حار من صيف 1977 وأثناء مروري بقصر المؤتمرات بالمنستير اعترض سبيلي السيد جميل بن عبد الله وهو جالس القرفصاء على مدارج القصر والعرق يتصبب من جبينه ولم أتبين ملامحه من الوهلة الأولى لكني حين اقتربت منه أدركت انه صديقي وزميل الدراسة ومن فوري صحت زميلي بإذاعة صفاقس؟ ماذا تفعل هنا؟ فأجاب لقد قدمنا من مدينة صفاقس لتأسيس إذاعة المنستير وأنا ابحث عن مذيعة إرسال وها قد وجدتها…وأخذني إلى الطابق السفلي للقصر » الكاف » فدخلت لأجد كونسولات وأوراقا مبعثرة هنا وهناك وأقراصا سمعية فسألته بتعجب أين الإذاعة فقال هذه هي ….
وفي يوم من الأيام عند دخولي إلى بهو الإذاعة أمرني الإذاعي القدير جميل بن عبد الله بالدخول إلى الأستوديو لأجد مجموعة من الصحفيين والتقنيين وأحسست أن اليوم ليس كسالف الأيام السابقة وطلب مني التدرب على جملة محددة قدمها لي وطلب مني أن اقرأها دون خوف…لم أكن اعلم أني سأكون لأول مرة على المباشر واني سأنال شرف إطلاق البث للإذاعة الوليدة ومع الإشارة تقدمت إلى الميكروفون وقلت هنا إذاعة الجمهورية التونسية من المنستير وكانت الانطلاقة الأولى… »
اسماء رحلت وأخرى احيلت على التقاعد وأجيال جديدة اخذت المشعل ليتواصل عطاء هذا الصرح الاعلامي الجهوي الذي كرس مبدأ صحافة القرب بامتياز…
40 سنة تمر اليوم من عمر اذاعة التصقت بالواقع و بالمستمعين، فكانت الصوت الذي بلغ كل مناطق البلاد وحقق الاضافة في المشهد السمعي العمومي بجهة الساحل على وجه الخصوص .
انطلقت الاحتفالات يوم 31 جويلية من خلال برمجة خاصة احتفت برموز ورواد الاذاعة من الجيل الاول من خلال استحضار ذكريات البعث وظروف العمل والبرامج انذاك هذا الى جانب عديد التظاهرات التي نظمها نادي الإذاعة.
لبوابة الاذاعة التونسية
كوثر مصطفى مورية