أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان اليوم الأربعاء على أن المنطقة العربية عرفت منذ بداية
سنة 2011 تحولات كبيرة صاحبها في بعض الدول »انفلات امني و اضطراب في ضبط الحدود وبروز عدد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر »
مطالبا بتعزيزالتعاون العربي و الدولي لمكافحة هذه الظواهر.
وأوضح كومان في افتتاح أشغال المؤتمر العربي الحادي و الثلاثين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في هذا الصدد أنه في »ظل هذه الظروف المتوترة تفاقمت التحديات
المرتبطة بالجريمة المنظمة خاصة عبر الإتجار بالمخدرات و المؤثرات العقلية و الإرهاب و تهريب المهاجرين وبروز حركة لجوء ضخمة دفعت بآلاف من المواطنين
إلى النزوح طلبا للأمان و العيش الكريم » وفق قوله.
وأفاد الأمين العام أنه « فيما يخص المخدرات فإن هذه العوامل الجديدة تضاف إلى عوامل موضوعية تفاقم مخاطر المخدرات منها خاصة الموقع الجغرافي للوطن
العربي الذي يجعله منطقة عبور للمخدرات من بلدان الإنتاج إلى بلدان الإستهلاك مبرزا دور مشروع الدرع العربي في مواجهة و انتشار المخدرات في المنطقة
العربية و أثره البالغ في تقليص هذا الإنشار و تحجيم المخاطر الناجمة عنه.
وطالب كومان بتعزيزالتعاون العربي و الدولي و تبادل التجارب الناجحة و الممارسات الفضلى إلى جانب الإطلاع على تجارب الدول الأعضاء و خططها الوطنية
في مجال مكافحة المخدرات وتبادل الخبرات بين مختلف المنظمات الإقليمية والدولية.
من جانبه قال رئيس المؤتمر فخر الدين الكسوري، « أن مشكلة المخدرات كانت وماتزال من أخطر الظواهر التي تواجه البشرية مما جعلها من أمهات المشاكل التي
تواجهها دولنا و تسعى لمكافحتها بكل الطرق و الوسائل في إطار احترام افنقافيات الدولية و القوانين الوطنية و الحريات الفردية لما تشكله من نهديد لسلامة مجتمعانتا
إقتصاديا و اجتماعيا و أمنيا و صحيا ».
و أوضح الكسوري أنه أمام تفاقم ظاهرة جريمة المخدرات، باعتبارها جريمة منظمة بامتياز، »بات من غير الممكن على اي دولة مجابهتها بمفردها و بمعزل عن محيطها
الإقليمي و الدولي، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة النظر في السبل و الوسائل الكفيلة لتعزيز و تحسين القدرات الوطنية و التعاون الإقليمي و الدولي لمكافحة هذه الجريمة بالإعتماد على التشريعات الوطنية و الإتقافيات و المعاهدات الدولية و الإقليمية و الثنائية المبرمة في الغرض ».
ويشارك في أعمال هذا المؤتمر، ممثلون عن وزارات الداخلية في الدول العربية و مجلس التعاون لدول الخليج العربية و جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة و المنظمة الدولية للشرطة الجنائية و جهاز الشرطة الأوروبية.
و يناقش المشاركون في هذا المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين، عددا من القضايا من بينها المستجدات الدولية في مجال المخدرات على غرار »مراكز الإنتاج،و أنماط الإستهلاك،و أساليب التهريب، وطرق المكافحة و التصدي »، و مدى تأثيرها على المنطقة العربية، و مكافحة المواد ذات الطابع النفساني التقليدي.