على أنغام النشيد الوطني التونسي، اعطيت إشارة انطلاق الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ونظيره الجزائري عز الدين الميهوبي، إلى جانب عدد من أعضاء حكومة الوحدة الوطنية، وسفراء دول صديقة وشقيقة معتمدين بتونس وعدد من الوجوه السياسية والأدبية والفكرية والفاعلين في مجال الكتاب والنشر عموما.
وأكد المدير العام لمعرض تونس الدولي للكتاب شكري المبخوت، في كلمته الافتتاحية، على أهمية الكتاب ودوره الفكري والمعرفي والعلمي. وشدّد على أن الكتاب سيظل فضاءً للتفكير في شواغل الإنسانية جمعاء، رغم الطفرة التكنولوجية التي يعرفها العالم.
وأبرز أن الدورة الحالية ستهتم بالمرأة التونسية، من خلال إعداد محور خاص بها، وذلك تكريما لها ولنضالاتها خلال مراحل المسار الديمقراطي في تونس.
ورحّب شكري المبخوت بوزير الثقافة الجزائري والوفد المرافق له، واعتبر أن اختيار الجزائر ضيف شرف الدورة، يعود إلى الروابط التاريخية والحضارية المشتركة التي تجمع البلدين.
وقال وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، إن معرض تونس الدولي للكتاب يعدّ مناسبة للاحتفاء بالكتاب كقيمة معرفية وفكرية وخيالية، معتبرا أن المعرض يعكس إقرارا بمبدأ التنوع والحرية.
وعبّر الوزير عن الحاجة إلى استعادة هذه المبادئ التي يوفرها الكتاب في عصر العولمة، مضيفا أن الدولة ملتزمة بالقيم المؤسسة لفكر التحرر والعلم والمعرفة والإبداع. وبخصوص المشاركة الجزائرية، بيّن محمد زين العابدين أن المعرض يحتفي بإسهامات الكتّاب الجزائريين، وهو مناسبة للتعرّف على الإبداعات الجزائرية في مجال الكتاب.
وجدّد وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، ترحيبه بحضور الجزائر ضيف شرف الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب. وشدّد على متانة العلاقات الرابطة بين تونس والجزائر المتجذرة في التاريخ. وأعلن، بالمناسبة، عن استضافة الجزائر للثقافة التونسية، نهاية الشهر الحالي، وذلك من خلال تنظيم أيام تونس الثقافية بالجزائر.
وقال عز الدين الميهوبي، في معرض حديثه عن الكتاب، إن التحدّي اليوم أكبر في ظل الصعوبات التي تعيشها الدول العربية، مبرزا حاجة الجيل الحالي والأجيال القادمة إلى الكتاب كأصل للمعرفة والتنوير رغم تعدّد طرائقها.
وكرّم وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، على ضوء افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب، وزير الثقافة الجزائري، بمنحه لوحة فسيفسائية تحمل صورة الشاعر الروماني « فرجيل »، وهو شعار المعرض في دورته الفائتة والدورة الحالية.
وشهدت فعاليات الافتتاح، تكريم مجموعة من الكتاب التونسيين والعرب، وهم: الروائية سعاد قلوز والقاصة نافلة ذهب والقاص محمود بالعيد والروائي الحبيب السالمي وتم تخصيص تكريم للشاعر المنصف المزغني (لكنه لم يحضر فعاليات الافتتاح) كما تم تكريم والروائي الفلسطيني يحيى يخلف والكاتب المغربي أحمد المديني ، بالإضافة إلى الكاتب العراقي محسن جاسم الموسوي. وأفاد شكري المبخوت في تصريح لوات ان الاحتفاء بالقامات الفكرية والأدبية سيتواصل بعد ظهر اليوم من خلال تكريم الروائي الجزائري واسيني الأعرج والكاتب والناقد والروائي الجزائري أيضا أمين الزاوي.
وتولى كل من وزير الشؤون الثقافية التونسي ونظيره الجزائري الاطلاع على عدد من أجنحة المعرض منها بالخصوص جناح وزارة الشؤون الثقافية التونسية وجناج الجزائر ضيف الشرف وجناح المملكة العربية السعودية. كما تولى وزير التربية حاتم بن سالم من جهته رفقة عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد لرئيس جامعة الدول العربية الاطلاع على عدد من الأجنحة التي توفر كتبا للناشئة والشباب.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب تتواصل إلى يوم 15 أفريل الحالي، بمشاركة 775 ناشرا يمثلون 32 بلدا عربيا وأجنبيا من ضمنهم 126 ناشرا تونسيا. أما عدد العارضين فيبلغ 259 عارضا يمثلون 25 بلدا عربيا وأجنبيا إلى جانب منظمات وهيئات وجمعيات من بينها 111 عارضا تونسيا.
وبرمجت إدارة المعرض أكثر من 80 نشاطا ثقافيا، خصّصت جزءًا منها للأطفال واليافعين. وتحلّ روسيا ضيف شرف برنامج الأطفال الذي يجمع 13 بلدا عربيا وأجنبيا. وستقام أيضا لفائدة الأطفال ألعاب ومسابقات، منها مسابقة جديدة موجهة للفتيات بين سن 14 و18، تحت عنوان « نقرأ لنصبح أجمل ».