تنظم وزارة الشؤون الثقافية معرضا للفخار اليدوي من صنع نساء سجنان بعنوان « فخّار سجنان… فخرنا… من المحلية إلى العالمية »، وذلك من 2 إلى 8 مارس القادم بمدينة الثقافة.
ويندرج هذا المعرض الذي يعدّ الأوّل من نوعه في تونس، ضمن الاحتفال بتسجيل ملف عنصر المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللاّمادي لليونسكو، وهي خطوة مهمّة نحو إعادة الاعتبار للشأن الإبداعي الحرفي عموما، وتثمين إسهاماته وإخراج فخار سجنان من نطاق المحلية إلى العالمية بصفة خاصة.
ولفخار نساء سجنان بولاية بنزرت، خصوصيات عديدة تميّزه عن المنتوجات الخزفية في عديد الجهات التونسية الأخرى، فهو يدويّ الصنع وريفيّ أي مرتبط بالمرأة الريفية، على عكس الفخار الذي يعتمد على آلة الخراطة على غرار ما هو موجود في نابل والمكنين وجربة.
ويتميّز فخار نساء سجنان أيضا بنوعية الطين المستخدم، فهو غني بالكلس، بالإضافة إلى الزينة، وهي في أغلبها نقوش بربرية ورسومات وأشكال تعبّر عن نمط حياة أهالي سجنان والقرى المجاورة، وهي أشكال فنية ذات بعد إنساني، إذ تعبّر بعفوية عن التوق إلى الحرية، ويتمظهر ذلك بالخصوص عبر الأشكال والألوان.
وهذه النقاط هي التي دعمت بقوة ملف تسجيل عنصر المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو يوم 29 نوفمبر 2018.
ويبلغ عدد حرفيات سجنان اللاتي يشتغلن في مجال الفخار اليدوي حاليا 380 حرفية، وهنّ ينتمين إلى عائلات محدودة الدخل، وتمثّل هذه الحرفة اليدوية مصدر رزقهن الوحيد للإنفاق على أسرهنّ، بحسب دراسة ميدانية أشار إليها رئيس جمعية المحافظة على البيئة بسجنان منجي البجاوي، في تصريح سابق لوكالة تونس افريقيا للأنباء.