أفاد مدير عام منظمة الصحة العالمية بزيادة عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا والأمريكتين، مشيرا إلى أن عدد الحالات في كل يوم من الأيام الأربعة الماضية كان الأعلى بين ما تم تسجيله حتى الآن وفق ما افادت المنظمة في بيان.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمره الصحفي الدوري في جنيف، الاثنين إن العديد من المدن والبلدان أبلغت أيضا عن زيادة في دخول المستشفيات والحالات التي يتم إدخالها إلى وحدات العناية المركزة.
وأضاف: « لم يسبق في تاريخ الصحة العامة أن تم استخدام مناعة القطيع كاستراتيجية للاستجابة لتفشي الأمراض، ناهيك عن جائحة. إنها مشكلة علمية وأخلاقية. السماح لفيروس خطير لا نفهمه تماما أن ينتشر بحرية هو ببساطة أمر غير أخلاقي. إنه ليس خيارا ».
وتعني « مناعة القطيع » إمكانية حماية الأفراد من فيروس ما، بعد تحصين أعداد كبيرة من السكان باللقاح المضاد للفيروس. على سبيل المثال، كما ذكر الدكتور تيدروس، فإن مناعة القطيع ضد مرض الحصبة تتطلب تحصين حوالي 95% من السكان ضد المرض، ليصبح الأفراد الذين يمثلون الـ5% المتبقية محميين لأن المرض لن ينتشر بين من تلقوا اللقاح.
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن « مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس لا بتعريضهم له ».
وأضاف دكتور تيدروس أن هناك العديد من الخيارات والتدابير التي يمكن للدول فعلها والاستمرار في القيام بها بهدف التحكم في تفشي الفيروس وإنقاذ الأرواح مشيرا الى « إن الأمر ليس مسألة خيار بين السماح للفيروس بالانتشار بحرية أو إغلاق مجتمعاتنا ». وأكد إمكانية السيطرة على انتشار الفيروس عن طريق تطبيق تدابير منها منع الفعاليات التي يمكن أن تزيد من تفشي العدوى، وحماية المستضعفين، وتمكين المجتمعات وتثقيفها وإشراكها في التصدي للجائحة.
وقال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية « المثير للقلق هو ما بدأنا نراه من زيادة في معدلات دخول المستشفيات ووحدات العناية المركزة في أماكن مثل فرنسا، المملكة المتحدة، أيرلندا ودول أخرى. ومن المهم حقا أن تكون الأنظمة الصحية قادرة على التعامل مع هذه الزيادات خلال الأسابيع القادمة ».
وقالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية إن الأمر المثير للقلق لا يقتصر فقط على عدد الحالات، ولا على حالات دخول المستشفى والوفيات، بل يتعلق بجميع الآثار طويلة المدى التي بدأنا نلاحظها حتى في الأفراد الذين أصيبوا بعدوى خفيفة أو مرض خفيف.
وتابعت الدكتورة كيرخوف »بدأنا الآن فقط في التعرف على التأثيرات طويلة المدى على القلب والدماغ والرئتين والصحة العقلية وقدرة الناس على التعافي من عدوى كورونا. ولذا، فنحن لا نحتاج فقط إلى العمل الجاد لتقليل الوفيات، بل نحن أيضا بحاجة إلى تقليل عدد الإصابات ».
من جانبها، قالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية إن مرفق كوفاكس المعني بلقاح كوفيد-19، آخذ في الاتساع، مشيرة إلى أن يوم 9 أكتوبر كان موعدا نهائيا للدول لتقديم التزامات بدعم توفير اللقاح. وأكدت أن أكثر من 180 دولة قد التزمت.
وأشارت الدكتور سواميناثان إلى أن هناك حوالي 40 لقاحا مرشحا الآن في مرحلة ما من التجارب السريرية و10 منها في المرحلة الثالثة من التجارب، وهي المرحلة الأخيرة، « والتي ستخبرنا عن كل من الفعالية والسلامة ».