تولى رئيس الحكومة هشام مشيشي تأبين الفنانة الفقيدة نعمة، قبل انطلاق موكب تشييع جثمانها إلى مثواها الأخير بمسقط رأسها بقرية أزمور مدينة قليبية بولاية نابل.
وحضر موكب التأبين، الذي أقيم صباح الاثنين بمدينة الثقافة « الشاذلي القليبي »، وزير الشؤون الثقافية بالنيابة الحبيب عمار ووزير الشؤون الثقافية السابق وليد زيدي، وأهالي الفقيدة وعددا من الإعلاميين، مقابل غياب لافت للفنانين.
وتلا رئيس الحكومة فاتحة الكتاب ترحما على فقيدة الأغنية التونسية والعربية حليمة بالشيخ المعروفة في الوسط الفني بالسيدة نعمة. وألقى كلمة تأبين، عدّد فيها خصال السيدة نعمة ومناقبها وأعمالها.
وتحدث هشام مشيشي عن صفات الفقيدة وأعمالها الفنية، مبرزا أنها « ملأت الدنيا وشغلت الناس » و »خدمت الفن في تونس وأعلت من شأنه »، كما أضاف أنها « مدرسة فنية عريقة ستظل حاضرة في وجداننا لما تركته من إرث فني ».
وأكد على أن السيدة نعمة رسمت مسيرة فنية خالدة وصورة جميلة لدور الفنان في خدمة قضايا المجتمع والمحافظة على رقي الفعل الثقافي والفني.
وتوفيت السيدة نعمة صباح أمس الأحد، بعد صراع مع المرض عن سن ناهزت 86 سنة.
وولدت الفقيدة يوم 23 فيفري من سنة 1934 بمدينة قليبية من ولاية نابل، واسمها الحقيقي هو حليمة بالشيخ.
بدأت الغناء في سن مبكرة وهي لم تتجاوز الحادية عشر من العمر. واشتهرت بأداء أغاني « صالحة » و »مكحول نظارة » وغيرها من الأغاني الشعبية التي أدخلتها إلى أرشيف الأغنية التونسية.
انخرطت الفقيدة في المعهد الرشيدي وأصبحت من مطربات فرقة الرشيدية ولقبها الفنان صالح المهدي ب »نعمة » ولحن لها مجموعة من الأغاني العاطفية، من بينها »يا ناس ماكسح قلبو » و »الدنيا هانية » و »الليلة اه ياليل ». كما لحن لها الفنان خميس ترنان « ماحلاها كلمة في فمي » و »شرع الحب » و »غني يا عصفور ».
وفي سنة 1958، التحقت السيدة نعمة بالإذاعة الوطنية كمطربة رسمية، وكانت فرقة الإذاعة تضم آنذاك أسماء كبيرة مثل صليحة وعليّة. وشاركت مع فرقة الإذاعة في عديد الحفلات خارج تونس مثل مهرجان انتخاب ملكة جمال العرب في بيروت سنة 1966 ومهرجان ألفية القاهرة سنة 1969 والذي لقبت على إثره بفنانة تونس الأولى.
يتجاوز رصيد السيدة نعمة الغنائي 360 أغنية ولحّن لها أشهر الفنانين من تونس مثل خميس الترنان ومحمد التريكي وصالح المهدي وقدور الصرارفي وعبد الحميد ساسي كما لحن لها سيد مكاوي من مصر وحسن العريبي من ليبيا وغيرهم.
لمح