اختارت تونس الاحتفال هذه السنة مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لمكافحة السيدا، الموافق ليوم 1 ديسمبر من كل سنة، تحت شعار « المرونة في رعاية مرضى السيدا في سياق كوفيد 19″ بهدف تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف المتدخلين لتقريب الخدمات العلاجية لمرضى السيدا ودعم التحسيس والترصد لفائدة الفئات الأكثر اختطارا من خلال مراكز الارشاد والكشف اللااسمي والمجاني.
وأفاد منسق البرنامج الوطني لمكافحة السيدا والسل والملاريا الدكتور فوزي عبيد في تصريح ل(وات) اليوم الاثنين ان وزارة الصحة حرصت في ظل انتشار جائحة كوفيد 19 على تقريب الخدمات العلاجية من مرضى السيدا وتوفير الأدوية لهم لمدة 3 أشهر، لتفادي تنقلهم وضمان حمايتهم من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، مؤكدا عدم تسجيل أي اصابة بفيروس كورونا في صفوف المتعايشين بفيروس السيدا في تونس.
وتنظم إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، بهذه المناسبة حملة توعوية موسعة تنطلق غدا الثلاثاء، وتشمل إنتاج ومضات تحسيسية سمعية بصرية وبرامج توعوية عبر وسائل الإعلام للتوقي من فيروس السيدا والتعريف أكثر بمراكز الإرشاد والكشف عن فيروس السيدا، وذلك بمساهمة شركاء البرنامج الوطني لمكافحة السيدا والتعفنات المنقولة جنسيا
وتهدف هذه الحملة إلى تأمين التنسيق المحكم بين مختلف الأطراف المتدخلة من أعوان صحة ومنظمات حكومية وغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني قصد متابعة مرضى السيدا وتمكينهم من الخدمات العلاجية اللازمة.
كما تسعى إلى دعم التحسيس عن بعد لفائدة الشباب والأجانب المقيمين والفئات الهشة والأكثر اختطارا، والتشجيع على الإقبال على مراكز الإرشاد والكشف اللاإسمي والمجاني مع ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية المرتبطة بالحماية من عدوى فيروس كورونا.
وتعد تونس 25 مركزا للإرشاد والكشف اللااسمي والطوعي والمجاني لفيروس السيدا، لتغطية 19 جهة، وهي فضاءات مفتوحة للإنصات والإرشاد المجاني والطوعي. وقد مكّنت هذه المراكز من القيام بما يقارب 4876 كشفا بالاختبار السريع منها حوالي 39 كشفا إيجابيا.
ويتمتع المتعايشون مع فيروس السيدا في تونس بالعلاج المجاني لكل مستحقيه بأربعة أقسام جامعية مختصة، إضافة إلى الرعاية النفسية والاجتماعية للمتعايشين وذويهم من طرف مختصين نفسيين واجتماعيين في كل الأقسام.
وقد بلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة سنة 2019 في تونس، 198 حالة منها 6 حالات للأطف، حسب البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، وينتفع بالعلاج المجاني جميع المتعايشين مع الفيروس في تونس والبالغ عددهم 1303 حالة منها 34 حالة للأطفال.
وحسب الدراسات المتعلقة بالسيدا والتقرير السنوي للبرنامج المشترك للأمم المتحدة لسنة 2019 يقدر عدد الإصابات الجملية بالسيدا في تونس ب 6466 إصابة، 20 بالمائة منهم فقط يعلمون بإصابتهم.
وتفيد آخر التقارير العالمية أنه خلال سنة 2019 تم احصاء 39,9 مليون شخص متعايش مع الفيروس، فيما بلغ عدد الوفيات 770 الف حالة وفاة.
يشار الى منظمة الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي لمكافحة السيدا لسنة 2020 تحت شعار « التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة »، للتأكيد على ان جائحة كوفيد 19 ركزت اهتمام العالم على الصحة وعلى تأثير الأوبئة على الحياة وسبل العيش، وأظهرت ارتباط الصحة بعديد القضايا الحرجة الأخرى، مثل الحد من عدم المساواة وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية والنمو الاقتصادي.