لا يوجد سوى الحجارة وعبوات الغاز المسيل للدموع وروائح الحرق تفوح في عدة شوارع وأنهج بمدينة الشابة من ولاية المهدية التي شهدت يومين بلياليهما من الاحتجاج.
وخيّم الهدوء، صباح الخميس، على مدينة الشابة بعد ماراطون من الكرّ والفرّ بين المحتجين وقوات الأمن أفضت إلى العديد من الأضرار البدنية بين الطرفين.
وذكر عدد من المحتجين، الذين خرجوا للتنديد بالفض العنيف لاعتصام أنصار نادي هلال الشابة لكرة القدم أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم بالعاصمة، عن إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق بسبب الاستعمال
المفرط للغاز المسيل للدموع والذي طال المستشفى المحلي المتاخم لأحد مراكز الأمن بالمنطقة.
ولفتوا إلى أن الأضرار طالت الأطفال والإطار الطبي والمرضى المقيمين بالمستشفى إلى جانب عدد من الشباب الذين تم ايقافهم، حسب تصريحاتهم.
ووجهت خلية أحباء الهلال الرياضي الشابي، النادي الذي علقت الجامعة التونسية لكرة القدم نشاطة بالرابطة الاولى منذ 17 أكتوبر المنقضي، دعوة لانصار الفريق للتجمع، مساء اليوم، أمام مقر البلدية للمشاركة
في مسيرة سلمية مساندة لفريقهم.
وقال وليد بن حكيمة الناطق الرسمي باسم قوات الأمن الداخلي، في تصريح إعلامي، إن عددا من الأمنيين أصيبوا جراء الرشق بالحجارة فيما تعرضت سيارة أمنية لمحاولة حرق من طرف المحتجين.
وأوضح بن حكيمة أن قوات الأمن بالشابة أوقفت، ليلة أمس، 13 فردا في انتظار أن تتخذ النيابة العمومية القرار المناسب في شأنهم.
وبيّن عبد الناصر بن كريم الناطق الرسمي باسم النقابة الأساسية لقوات الأمن الداخلي في المهديّة، من جهته في تصريح إعلامي اليوم ، أن 10 أعوان أصيبوا خلال الاحتجاجات فيما طالت الاضرار نحو 10 سيارات أمنية جراء استعمال الزجاجات الحارقة.
وكان جمال نصير رئيس منطقة الأمن بالمهدية قد اكد، في تصريح لــــ(وات) أمس الأربعاء، أن المحتجين « طالبوا بإخلاء المقرات الأمنية ومغادرة رجال الأمن ».
ولاحظ أن أعوان الأمن « لم يبرحوا مكانهم وحاولوا حماية المقرات الأمنية وتفريق المحتجين في الأنهج المتاخمة لمراكز الأمن نافيا الاستعمال المفرط للغاز المسيل للدموع ».
ولفت إلى خروج الاحتجاجات عن سلميتها، التي اتسمت بها لأكثر من 40 يوما، بعد استعمال الزجاجات الحارقة والحجارة » رغم أن الأمن لا دخل له في قضية نادي هلال الشابة وحافظ على سلامة المحتجين طيلة أيام الاحتجاج التي شملت غلق الإدارات العمومية والبنوك والطرقات ».
وكانت محكمة التحكيم الرياضي « تاس » قد أصدرت موفى نوفمبر 2020 قرارا برفض طلب تقدمت به جمعية الهلال الشابي يايقاف قرار الجامعة التونسية لكرة القدم القاضي بتعليق نشاط النادي ».