أعلنت هيئة فلسطينية رسمية اليوم (الأربعاء) أن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل قرروا « النفير العام والتمرد » ردا على الإجراءات « العقابية » بحقهم من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.
وقال بيان صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن إدارة السجون الإسرائيلية تشن « هجمة شرسة » بحق الأسرى لليوم الثالث على التوالي بعد حادثة فرار 6 أسرى من سجن « جلبوع ».
وأوضح البيان أن مشاورات جرت بين قيادة الحركة الأسيرة في كافة السجون الإسرائيلية وتم الاتفاق على التصدي « للهجمات بكل الوسائل والطرق ولن يتم الخضوع للممارسات العنصرية ».
واعتبر أن الهجمة على الأسرى في السجون الإسرائيلية جاءت للتغطية على » الفشل الأمني » بعد فرار الأسرى الستة، داعيا المجتمع الدولي لوضع « حد للجنون » الإسرائيلي في التعامل مع قضية الأسرى.
وحذر البيان من أن استمرار الهجمة على الأسرى والمساس بهم سيشعل الساحات داخل السجون وخارجها وستكون المؤسسات الدولية « شريكة في هذه الجريمة في حال لم تتحمل مسؤولياتها ».
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن إدارة السجون الإسرائيلية نقلت نحو 70 سجينا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي من عدة سجون في أعقاب عملية الهروب وتم توزيعهم على سجون أخرى.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن بعض السجناء عارضوا نقلهم إلى سجن « عوفر » مما أجبر إدارة السجون إلى فرض إجراءات عقابية ضدهم بسبب ذلك، فيما لم تسجل أي أحداث شبيهة في السجون الأخرى.
أما صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية كشفت أن إسرائيل تلقت تهديدا جراء تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون خاصة التابعين لحركة الجهاد الإسلامي.
وفي السياق ذاته، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استمرار إجراءات إسرائيل « القمعية والانتقامية » بحق الأسرى، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات هذه السياسات الخطيرة.
وقال بيان صادر عن الحركة اليوم إنه « لا يمكن السكوت عن الانتهاكات بحق الأسرى، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وفصائله لن يتركوا الأسرى وحدهم في معركتهم وتجاه حقوقهم العادلة في الحرية ».
ودعا البيان إلى تشكيل أوسع « حالة استنفار ومشاركة شعبية ورسمية في كل الفعاليات والأنشطة الميدانية والسياسية والشعبية المساندة لهم »، مطالبا المؤسسات الحقوقية والدولية بمغادرة مربع الصمت على الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى.
من جهته، كشف ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الفصائل الفلسطينية وجهت رسالة للوسطاء (مصر وقطر والأمم المتحدة) بشأن أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وقال مزهر للصحفيين في غزة إن الرسالة اعتبرت من أن المساس بالأسرى « خط أحمر يؤدي لتفجير الأوضاع، مشيرا إلى أن كل الخيارات مفتوحة ضد إسرائيل سواء في غزة أو الضفة أو القدس ».
وأوضح أن الوسطاء وعدوا ببذل جهود لوقف الإجراءات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن قضية الأسرى لا تقل أهمية عن القدس واللاجئين وحق العودة.
وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 4 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 41 أسيرة، و225 طفلا، و550 معتقلا إداريا بحسب مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.