انطلقت صباح اليوم الأربعاء فعاليات الدورة 16 للصالون المتوسطي للبناء « ميديبات » الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة لصفاقس من 6 إلى 9 أكتوبر الجاري بفضاء معرض صفاقس الدولي، بمشاركة 150 عارضا ومؤسسة مختصة في مختلف مجالات البناء والتشييد والأشغال العامة جاؤوا من 17 دولة (من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية).
وتتزامن الدورة الجديد للصالون مع الذكرى الثلاثين لنشأة هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية الهامة التي تنتظم مرة كل سنتين، وقد تولى افتتاحها وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية كمال الدّوخ بحضور وزير التنمية الحضرية والمجالات والتهيئة الترابية والسكان من مالي « ابراهيما كامينا » وسفيرة نيجيريا بتونس أزاري آدم ألوتي والمعتمد الأول لولاية صفاقس عبد الباسط المنصري وعديد الشخصيات والوفود الرسمية الأجنبية.
وتضم قائمة الدول المشاركة بالإضافة الى تونس، كلا من ليبيا (ضيف شرف الدورة) والكامرون والجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل ومالي والغابون ونيجيريا والسينغال والكوت ديفوار وفرنسا وألمانيا وجمهورية التشيك وأوكرانيا وأندونيسيا وفنزويلا.
وتوقع وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية كمال الدّوخ في تصريح إعلامي على هامش افتتاحه التظاهرة أن يتمكن المهنيون التونسيون ورجال الاعمال المشاركون في التظاهرة من تطوير شراكات حقيقية مع الدول اللإفريقية التي تسجل حضورها بكثافة وذلك وفق صيغة الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تحتاج مزيدا من التطوير. كما اعتبر أن التعاون مع الأشقاء الليبيين يعد مفتاح النفاذ الناجح والقوي إلى الأسواق الإفريقية.
من جهته، اعتبر رئيس الوفد الليبي والمنسق العام لمجلس شيوخ ليبيا السنوسي رجب البرعصي في تصريح ل »وات » أن صالون البناء بصفاقس « تضاهرة تونسية ليبية » لأن الشعبين التونسي والليبي شعب واحد والعلاقات الاقتصادية بين البلدين أكبر من الوضع الموجود.. » بحسب تعبيره. وأضاف قائلا: « شراكتنا مهمة، والقدرات التونسية مضافة إلى الإمكانيات الليبية بإمكانها القيام بعمل اقتصادي كبير…ونحن نتمنى ان يكون وجود رجال الاعمال التونسيين بليبيا واسعا ويمنحون الأولوية في إعادة اعمار ليبيا فتونس تستحق ذلك ونحن راغبون في دعم الاقتصاد التونسي .. وسيكون للبلديات المشاركة في الصالون دور في ذلك اذ انها تتوفر على إمكانيات هامة ولها الأولوية في التعامل مع الشركات التونسية ».
وأفاد وزير التهيئة العمرانية والملك العمومي والتهيئة الترابية والسكان في حكومة مالي ابراهيما كامينا أن الوفد المالي المشارك سيعرض في المنتدى الاقتصادي الذي ينعقد يوم 8 أكتوبر في إطار الصالون مشروعا بالغ الأهمية لمالي ويتمثل في تهيئة ضفاف نهر النيجر في العاصمة باماكو على عدة كيلومترات معربا عن أمله في أن يتم إنجازه عن طريق الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وأن تكون تونس « شريكا مميزا » في تأمين عملية التهيئة.
وثمّن رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس رضا الفراتي الحضور المكثف للعديد من الدول في الدورة الجديدة للصالون التي وصفها بدورة التحدي بالنظر إلى إكراهات الظرف الصحي المتعلق بوباء « كورونا » كما علق آمالا عريضة على المشاركة الليبية مبينا أن ليبيا كضيف شرف للدورة تسجل مشاركة متميزة وحضورا مكثفا لأصحاب القرار والمهنيين يتقدمهم وزير الإسكان والتعمير بليبيا أبو بكر الغاوي الذي يلتحق غدا الخميس بالتظاهرة لحضور يوم ليبيا الرامي إلى تمتين العلاقات وتعزيز فرص الشراكة المثمرة بين البلدين خاصة في مجالات البناء والإنشاء والبنية التحتية.
وبالإضافة الى العارضين الذين يشاركون بما لديهم من منتوج وابتكارات وخبرات تشمل مختلف اختصاصات البناء والإنشاء والأشغال العامة، يتميز الصالون بمشاركة رؤساء غرف تجارية ومسؤولين على هياكل اقتصادية ومهنية وطنية وإقليمية على غرار « المؤتمر الدائم للغرف القنصلية الافريقية والفرانكوفونية » وغرفة التجارة العربية الآسيوية وشبكة الأعمال « أفريكا لينك » التي ستطلق رسميا بمناسبة الصالون فرعها في تونس علما وأن هذه الشبكة تضم 165 عضوا ومهمتها تطوير التبادل بين الباعثين الافارقة والأوروبيين.
ويشتمل برنامج « ميديبات 2021″ على عديد الفعاليات الموازية للعرض من أبرزها تظاهرة « يوم ليبيا » التي ستتمحور حول « مشاريع الشراكة بين تونس وليبيا وإعادة إعمار ليبيا » ومنتدى اقتصادي يتمحور حول موضوع « دعم الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في قطاع البناء والبنية التحتية » ومنتدي علمي يتناول فيه ثلة من الخبراء موضوع « البناء 4.0 في السياق الجديد لما بعد كوفيد 19″ومنتدى ريادة الأعمال اختار له المنظمون محور « الفرانشيز آلية لتطوير قطاع البناء ».
وستنتظم كذلك على هامش الدورة 16 لصالون « ميديبات » ورشة للتعريف بمنطقة التبادل التجاري الحر القارية الافريقية المعروفة اختصارا باسم « زليكاف » والتي أمضت تونس على الاتفاقية الخاصة بها منذ سنة تقريبا ومائدة مستديرة بعنوان « الهندسة المعمارية في سياق ما بعد كوفيد 19″ بمشاركة مرتقبة لحوالي 150 مهندسا معماريا ينضوون تحت راية هيئة المهندسين المعماريين التونسيين.