بلغ إنتاج شركة فسفاط قفصة من الفسفاط التجاري، منذ غرّة جانفي وإلى أواسط أكتوبر الجاري، مليونين و 700 ألف طنّ، وهو إنتاج لم يبلغ الهدف المنشود الذي كانت هذه الشركة قد ضبطته لنفسها للفترة ذاتها وهو تحقيق إنتاج يساوي 3 ملايين و 400 ألف طنّ، أي بفارق سلبي بلغت نسبته 23 بالمائة.
وحسب المدير المركزي للإنتاج بهذه المؤسسة الوطنية المختصّة في إستخراج وإنتاج الفسفاط، فإنّ إنتاج هذه الكمّيات من الفسفاط التجاري قد توزّع على مراكز الإنتاج بالمتلوي، وكاف الدور، والمظيلة، وأم العرائس، أي على كلّ وحدات الانتاج بالمعتمديات المنجمية، بإستثناء مركز الإنتاج الواقع بالرديف حيث يستمرّ توقّف إنتاج ووسق الفسفاط منذ عام كامل، ما حرم الشركة مثلا هذا العام من من تقوية طاقة إنتاجها بما لا يقلّ عن 400 ألف طنّ من الفسفاط التجاري.
ولفت هذا المسؤول إلى أنّ إنتاج مليونين و 700 ألف طنّ من الفسفاط الجاري منذ بداية العام 2021، ولئن كان دون توقّعات الشركة، فقد تميّز بنسق تصاعدي من حيث معدّلات الإنتاج الشهرية، من ذلك أن معدّل الإنتاج الشهري قد قفز خلال الثلاثية الثالثة من هذا العام إلى 400 ألف طنّ مقابل 120 ألف طنّ فقط في الثلاثية الأولى.
وقد تسبّبت إحتجاجات خاضتها مجموعات من طالبي الشغل بمعتمديات المتلوي، والمظيلة، وام العرائس، في الاشهر الأولى من العام 2021، في وقف كلّ أنشطة إنتاج ووسق الفسفاط بتلك المناطق، وهو ما يُفسّر ضعف إنتاج الثلاثية الأولى من ناحية، وعدم تحقيق شركة فسفاط قفصة لأهدافها، بما في ذلك هدف إنتاج 5 ملايين طنّ طيلة العام 2021 من ناحية أخرى.
ومن المُتوقّع في هذا السياق، ألاّ يتجاوز إنتاج الفسفاط التجاري مع نهاية هذه السنة 3 فاصل 7 ملايين طنّ، وهو تقريبا نفس معدّل إنتاج العشرية الحالية 2011-2021، التي عرفت تراجعا حادّا وتقهقرا لافتا لقطاع الفسفاط في بلادنا، بمعدّل إنتاج سنوي لم يتجاوز 3 فاصل 5 مليون طن مقابل 8 ملايين طنّ مثلا في سنة 2010.
وبخصوص مبيعات شركة فسفاط قفصة من الفسفاط التجاري لحرفائها من مُصنّعي الأسمدة الكيميائية، فقد بلغت منذ شهر جانفي وإلى أواسط شهر أكتوبر الجاري مليونين و 620 ألف طنّ من هذه المادّة، منها مليون و100 ألف طنّ تمّ وسقها بواسطة خطوط الشركة الوطنية للسكك الحديدية، بمعدّل 4 قطارات في اليوم الواحد.
أمّا بقيّة الكمّيات والمُقدّرة بمليون و500 ألف طنّ فقد وسقتها شركة فسفاط قفصة نحو معامل صنع الأسمدة الكيميائية، بواسطة الشاحنات باعتبار « محدودية إمكانيات شركة السكك الحديدية في تأمين نقل هذه الكمّيات نحو قابس وصفاقس، وخاصة من ناحية نقص عدد العربات المخصّصة لتحميل الفسفاط ».