لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
فقدت الساحة الثقافية والإذاعة التونسية يوم الأربعاء 12 جانفي 2022 وحدا من ابرز الكتاب والأدباء الكبار وهو احمد الطويلي الأستاذ الجامعي والدكتور والباحث والذي ألف أكثر من 50 كتابا ، والصحفي الذي نشر العديد من المقالات باللغتين العربية والفرنسية ، كما انه خاض غمار الإنتاج الإذاعي حيث اعد وقدم العديد من البرامج الإذاعية نذكر منها » اشراقة الصباح » سجا الليل » نزهة المشتاق « … »دروب الثقافة » وغيرهم من البرامج الأخرى …وحتى يتعرف شباب اليوم ننشر في » بوابة الإذاعة التونسية » أهم ما جاء في الحوار الذي أجريته معه ونشر على أعمدة مجلة الإذاعة والتلفزة في(العدد1176 )بتاريخ 21 افريل 2001 . وعن بداياته قال : أنا مولود بمدينة القيروان وبالتحديد في (حومة الجامع ) …أي الجامع الأعظم جامع عقبة ابن نافع وهو حي كله معمور بمقامات علماء القيروان القدامى ، اذكر منهم عبد الله بن ابي زيد « صاحب الرسالة » وكذلك مقام الإمام سحنون …دون أن ننسى المجالس العلمية التي كانت تعقد في دور هذا الحي مثل الحصري القيرواني وابراهيم الحصري وغيرهم درست التعليم الابتدائي بمدرسة الأسوار والتعليم الثانوي في المدرسة التكميلية ، لأنه لم تكن هناك معاهد توصل إلى الباكالوريا في عهد الاستعمار الفرنسي ، وبعد نجاحي في المرحلة الأولى من التعليم الثانوي انتقلت إلى المدرسة الصادقية حيث درست فيها عند ثلة من خيرة الأساتذة وتحصلت منها على شهادة الباكالوريا . وفي الصادقية كنت من باعثي الشبيبة المدرسية التابعة لقدماء الصادقية وعملنا على تطويرها حتى صارت موجودة في كامل ولايات الجمهورية .وبعد أن انتقلت إلى الجامعة درست في كلية الآداب وحصلت على التبريز في اللغة والآداب العربية ، ثم درست في معهد الصحافة وعلوم الإخبار وكنت أول من تخرج منه في الدفعة الأولى ، ثم حصلت على شهادة التبريز في اللغة والآداب في المرحلة الثالثة . وكنت من الاولين الذين حصلوا على شهادة دكتورا الدولة.ثم أصبحت أستاذا جامعيا ودرست في كلية الآداب بمنوبة .
وإجابة عن سؤال حول اهتمامه الكبير بالتراث التونسي من خلال مؤلفاته وتحقيقاته . وما الذي يدعوه لذلك قال : اهتمامي بالتراث لم يكن اعتباطيا ، بل كانت له خلفيات فكرية وثقافية ، فنشأتي في مدينة القيروان والمراحل التي مرت بها جعلني أواصل في هذا المجال عندما انتقلت إلى الدراسة بتونس العاصمة سكنت في المدينة العتيقة قرب جامع الزيتونة المعمور وبالتحديد بنهج ( المدرسة السليمانية بسوق البلاط) وكنت كلما أمر بأحد أزقة المدينة الكثيرة أقف مدة من الزمن حيث يسرح خيالي في الحياة التي كانت تملأ تلك الأزقة خاصة والمدينة العتيقة تعج بالمعالم القديمة التي يرجع العديد منها إلى عهد الفتح الإسلامي ، فكنت أتطلع إلى تاريخ هذه المعالم وخاصة الأعلام الذين الذين كانوا يدرسون في جامع الزيتونة ، كما اهتمامي يزداد بالشخصية التونسية والهوية التونسية لأنها تقوم على تراث يعتمد بالدرجة أولى على العقل والتفكير…وقد شجعني أكثر على مزيد الغوص في التراث أطرحة الدكتوراه الدولة التي أعددتها حول التعريف بالحياة الأدبية في تونس في العهد الحفصي مدة أربعة قرون…
وردا عن سؤال حول كم من مؤلف اعد في مجال التراث التونسي وغيره من المجلات الأخرى قال : وصلت الآن إلى كتابة ونشر حوالي 50 كتابا (الحديث اجري سنة 2001) اذكر منها الجانب الإبداعي في القصص وأدب الرحلة قسما وطرحا مثل » الليل يأتي « …و » المسافر « …و »الرحلة من سيول إلى سنغافورة » …و »رحلة في عجائب الدنيا « …أما الأبحاث المنشورة فمنها الحياة الأدبية بتونس في العهد الحفصي …كما صدرت لي كتب عرفت فيها بشخصيات أدبية تونسية اذكر منها » الإمام أبو الحسن الشاذلي » …و »الجنرال حسين »…ومحمود المسعدي » …والطاهر الحداد « …و »زين العابدين السنوسي..دون أن انسي كتاب » مائة رواية تونسية » …ومائة أديب في العهد الحفصي « … كما نشرت في مجال التحقيق عددا من الكتب اذكر منها » المشروع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي وهو يهتم بحياة خمسة بايات من الحسينيين الأوائل وبخاصة الحرب الباشية الحسينية التي قاست منها البلاد في تلك الفترة.
وإجابة عن المصادر والمراجع التي اعتمدها قال : مصادري هي من كل المراجع المنشورة والمتعلقة لتاريخ تونس إلى جانب إلى 5 آلاف كتاب التي تحتويها مكتبة منزلي .
وردا عن سؤال حول كتاب « رادس عبر العصور » والذي يمثل مرجعا حول هذه المدينة وهل سيواصل الكتابة عن مدن أخرى قال : أنا بطبعي وفي لأصدقائي وللمدن التي عشت فيها .وهذا الوفاء جعلني اكتب عن المدن التي ولدت فيها مثل القيروان والتي درست فيها مثل تونس والتي قطنت فيها مثل رادس . وللأمانة اقول لان المجلس البلدي برادس هو الذي طلب مني تأليف كتاب عن هذه المدينة التي كان لها دور كبير في الفتح الإسلامي.
وإجابة عن سؤال حول هل ترك له البحث وإصدار الكتب الوقت للكتابة في الصحف والمجلات بما انه خريج معهد الصحافة وعلوم الإخبار قال : بعد تخرجي من معهد الصحافة عملت في جريدة العمل وواصلت الكتابة فيها بعد أن تحول اسمها الى « جريدة الحرية » في الملحق الثقافي ليوم الخميس ، كما كتبت في مجلة « الديالوق » Dialogue الناطقة باللغة الفرنسية لمدة ست سنوات ، كما كتبت أيضا في جرائد « الصباح « و »الشعب » و »بلادي » دون أن أنسى مجلة الإذاعة والتلفزة التونسية .
وردا عن سؤال حول ما إذا كانت كتابته في « مجلة الإذاعة والتلفزة » جسرا للعبور إلى الإنتاج الإذاعي قال : للأمانة أقول ان الأستاذ محمد رؤوف يعيش مدير الإذاعة الوطنية هو من كان وراء انضمامي إلى فريق الإنتاج الإذاعي من الأساتذة الجامعيين الذين أصبحت لهم برامج متنوعة . وأضاف : أما بخصوص البرامج التي أنتجتها فهي كالأتي :
» اشراقة الصباح » سجا الليل » نزهة المشتاق « … »دروب الثقافة » … » شموع الهناء »…إلى جانب سلسلة المسرحيات التي كتبتها خصيصا لشهر رمضان المعظم والتي نفذتها فرقة الإذاعة للتمثيل…