قال عميد المهندسين التونسيين، كمال سحنون، السبت، أن 65 بالمائة من المتعلمين لن يجدوا المهن التي استعدوا للقيام بها كما هي عليه الآن وستسيطر المهن الجديدة واقتصاد المعرفة مما يتطلب سرعة تجديد التكوين الهندسي والبحث والابتكار وتطوير التشريعات.
وأضاف سحنون في ندوة علمية نظتمها عمادة المهندسين التونسيين بمناسبة الذكرى ال40 لتأسيسها، أن الاختصاصات الهندسية في مجالات الصناعة والفلاحة والتجهيز وغيرها ستتواصل لكنها سترتدي كلها كساء جامعا وهو التقنيات الحديثة والمعلوماتية المتقدمة لخدمة التنمية.
ورأى المشاركون في الندوة ان « مهن الغد » ستعتمد على تقنيات وتكنولوجيات أكثر تقدما يصممها ويصنعها المهندسون وتستوجب توفر شروط ما قبلية كالقوانين الملائمة والتكوين الجيد علاوة على توفر شروط لاحقة لمرحلة التكوين كالاطار البحثي والتطبيقي المتقدم وإمكانيات تمويل المشاريع والشراكة المحفزة ليتمكن البلد من كسب رهان التنمية والتقدم،
وجمعت الندوة المنظمة في « يوم المهندس » تحت عنوان « مهن الغد » مهندسين رؤساء مؤسسات علمية وصناعية وتجارية الى جانب مهندسين أعضاء بالعمادة من مختلف الأجيال لمناقشة متطلبات نجاح المهندس التونسي في كسب رهان الابتكار والجودة ومواكبة التقدم العلمي والتقني متسارع في العالم ودور عمادة المهندسين في تحقيق هذا الهدف بعد تجربتها المتواصلة منذ سنة 1982 .
وأكد مدير عام بورصة تونس، بلال سحنون، خلال الندوة ضرورة مراجعة برامج التكوين والتعليم العالي بتحقيق انتقالها الرقمي والتكنولوجي والرياضي والاستشرافي لان المهن التي تشهد إقبالا في العالم ذات علاقة بالتكنولوجيا وبالذكاء الاصطناعي والاستشراف وتطوير القوانين لتشجيع الاستثمار في الهندسة عن طريق الشركات الناشئة.
وبين صابر العجيلي رئيس مدير عام مؤسسة « بريماتاك »، المختصة في تطوير برمجيات السيارات، أن المهندس التونسي يواجه منافسة عالمية ومنافسة الشركات الأجنبية بمهندسين ذوي قدرات عالية داعيا الى تطوير قوانين الشركات المستثمرة في الهندسة وبعث ما هو قادر منها على تأطير وتشغيل المهندسين في الداخل وفي الفروع الخارجية للشركات بما يمكن المهندس التونسي من الاندماج في بيئة تنافسية عالمية متطورة.
واعتبر رئيس مدير عام مؤسسة « سيغما كونساي »، حسن الزرقوني، أن المهندسين هم من بين اقدر العلماء القادرين على حل مشاكل البلاد وتطويرها وتنميتها لكنهم لا يفعلون ذلك بالشكل الكافي وهذا يعني أن ليس لهم المكانة الملائمة وأن عليهم أن يفعلوا المزيد ليحتلوا هذه المكانة.
وأكد المهندس الشاب رامي الكلبوسي أن شركات الاستثمار الخاصة في المجال الهندسي يجب أن تكون متفقة على مطالب واضحة من الدولة بما يسمح للكفاءات الموظفة لديها بالانتاج والابتكار والمنافسة وخلق القيمة المضافة تكنولوجيا واقتصاديا.
وسلطت الندوة الضوء على دور مجلس علوم الهندسة بالعمادة في إعداد الدراسات لتطوير التكوين الهندسي وإرساء اقتصاد المعرفة والنهوض بالقطاع.
يشار الى ان عمادة المهندسين تولت، بالمناسبة، تكريم ثلة من المهندسين الشبان.