بتمويل ذاتي ناهز حوالي 30 مليون دينار، أنهى الفنان الفاضل الجزيري أشغال مشروعه الثقافي النموذجي « مركز الفنون جربة »، وسيتمّ تدشينه رسميا يوم 10 نوفمبر القادم، أياما قُبيل انعقاد الدورة الثامنة عشرة للقمة الفرونكوفونية التي ستحتضنها جزيرة جربة يوميْ 19 و20 نوفمبر 2022.
وعقد الفنان الفاضل الجزيري ندوة صحفية اليوم الأربعاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، خصّصها لتقديم مركز الفنون جربة الكائن جنوب شرق جزيرة جربة بين ?لالة وسدويكش في منطقة رطبة مشمولة باتفاقية رمسار الدولية. وتمّ إحداث المركز على مساحة تناهز سبعة آلاف متر مربّع. ويضمّ أيضا مسرحا في الهواء الطلق يطلّ على البحر ويتسع لثلاثة آلاف متفرّج.
ويحتوي المركب على مكاتب إدارية وأماكن للتخزين والأدوات التقنية وعلى ورشات للنّجارة والحدادة وذلك لتلبية المطالب الضرورية للأعمال الكبرى، إلى جانب قاعات للتمارين وللتسجيل ولفنون الرقص والمسرح، فضلا عن توفير غرف إقامة للفنانين.
وأفاد الفاضل الجزيري خلال الندوة الصحفية أن المركز سيكون فضاءً حرّا لمختلف التعبيرات الفنية من خلال الإنتاجات أو الأعمال الفنية المعروضة من موسيقى ورقص ومسرح وسينما وفنون تشكيلية وغيرها من الندوات واللقاءات الفكرية والأدبية والملتقيات الخاصّة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الصحيحة.
وسيتمّ تدشين مركز الفنون جربة بمعرض للفن التشكيلي يضمّ مائة لوحة من الحجم الكبير أنجزها الفنان طاهر مقدميني، لتتواصل أعمال هذا المعرض إلى يوم 31 مارس من سنة 2023.
وتحدّث أيضا عن إبرام مجموعة من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية منها بالخصوص المسرح الوطني التونسي ودار الكتب الوطنية ومسرح أوبرا تونس والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون « بيت الحكمة »، وهي اتفاقيات قال عنها إنها تندرج ضمن الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المجال الثقافي وتهدف إلى تنظيم ملتقيات وتبادل العروض الفنية.
وعن موعد افتتاح هذا الفضاء قبيل انعقاد القمة الفرونكوفونية، قال الفاضل الجزيري إنه اختيار مدروس بإحكام « ونريد إبراز الإشعاع الثقافي لتونس على العالم والترويج للثقافة التونسية ».
وعن إقامة المركز في منطقة محمية مسجلة على قائمة الأماكن الرطبة ذات الأهمية العالمية التي تسمى « قائمة رمسار »، أكّد الجزيري حُصوله على ترخيص في الغرض لإقامة مشروعه، مشيرا إلى أن المشروع تضمّن بعدا بيئيا في ما يتعلق بالنباتات والحيوانات. وقال « لقد تمت بلورة برنامج لغرس نباتات متنوعة موجودة من قبل في المنطقة، وأيضا إلى استحداث حركات الأرض حسب التقنيات القديمة للمزارعين المحليين ».