في رسالة طمأنة موجهة إلى الروائيين والقراء، أكد الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج أن « لا خوف على الرواية من الاندثار » في ظل ما يعرفه العالم اليوم من تطور سريع لتكنولوجيات الاتصال الرقمية ومنها بالخصوص الشبكات الاجتماعية، لكنه نبّه في المقابل من اندثار فن الشعر.
جاء ذلك في مداخلة قدمها واسيني الأعرج ضمن جلسة حوارية حملت عنوان « مستقبل تأليف وقراءة الروايات »، انتظمت ضمن الدورة الحادية والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب (2 – 13 نوفمبر 2022).
وقال الروائي الجزائري « هناك فائض كبير في الإنتاج الروائي خاصة في السنتيْن الماضيتيْن مع تفشي وباء كورونا »، مضيفا: « في الجزائر مثلا نتحدث عن أكثر من 500 عمل روائي في السنة التي انتشرت فيها كورونا، وهذا الأمر ليس سلبيا بل هو مطمئن بشأن الرواية لكن كل الخوف والقلق على الشعر بصورة أكبر، فاليوم هناك من يتحدث عن موت الشعر ».
ويعتبر واسيني الأعرج، أن نقاد الشعر هم الذين « قتلوا الشعر »، « لأنه يعتبره لغة أرستقراطية منتقاة ونظاماً مركّباً، وهذا النظام جعل الشعر يمثل قيمة خاصة للنخبة، بينما الرواية التي كلما ظن الناس أنها بدأت تنتهي تعود من جديد، ولديها إمكانية لاستقبال كافة المستجدات، وجنس من هذا النوع لا يُخشى عليه لقدرته على تقبل ذلك ».
ولاحظ أيضا، في السياق ذاته أن الرواية لا تعاني من إنذار مستقبلي، ولا توجد مخاطر تهدّد الرواية العربية، مشيرا إلى الكمّ الهائل من الكتابات الروائية. واستند في أسلوب محاججته إلى أعمال الكاتب الإنقليزي « ويليام شكسبير »، قائلا: « فمثلاً شكسبير تم إخراجه من مدفنه بعد 200 سنة في الوقت الذي كان غير معترف به في عصره واتهم بأنه يشوه المسرح، لكن قوة وسلطة التاريخ فرضت كل شيء، فنتذكره اليوم ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك ».
وأوضح أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تلعب دورا مهما في الرواية بأن تحول إلى أفلام أو مسلسلات، وهذا شرط لا يتحقق إلا إذا « خرجت شبكات التواصل الاجتماعي من دائرتها الضيقة فهي يمكن أن تجعل من الرواية قيمة ثقافية وحضارية، وفق تقديره. ولفت إلى أن ذلك لا يقلل من علاقة القارئ بالكتاب الورقي التي لازالت متينة.