انطلقت المشهدية الفنية « أرض الجدود » من تاريخ الانسان الأول الذي وجد في توزروس الرومانية ثم بلاد قسطيلية فبلاد الجريد في العصر الوسيط لتتحول هذه الأرض الى ملتقى الثقافات والحضارات من الشرق والغرب ومن عمق افريقيا فضلا عن هويتها الامازيغية فقدوم العرب المسلمين فاتحين.
ذلك هو ملخص العرض الفني الفرجوي الذي قدمه المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته 43 وكتبه جمال الدين الشابي وأخرجه محمد قعلول برؤية تجمع بين مختلف الفنون.
وتمازجت في العرض، حسب الكاتب جمال الدين الشابي، الفنون واللوحات المصحوبة بالشعر الشعبي بالتاريخ وحكايا القدماء وآثارهم ومعارفهم وشخصياتهم، انطلاقا من بدايات الانسان في هذه الأرض وإبراز تعاقب الحضارات مع ابراز خصوصية انفتاح أرض الجريد في كل العصور على حضارات جديدة ووافدة فضلا عن كونها مثلت في العصر القديم والوسيط معبرا تجاريا من الشمال في اتجاه الجنوب ومن الغرب في اتجاه الشرق بتجسيد عمليات المقايضة بين التمور والحبوب.
وجسدت اللوحة الختامية ما تزخر به الجهة منذ القدم والى العصر الراهن من شخصيات فذة في العلوم كالهندسة والتاريخ الى جانب الادباء والمفكرين فقد جسد الممثلون تباعا شخصيات الشقراطسي وأبو الفضل النحوي وابن الشباط وأبو علي السني وبوهلال السدادي في العصر الوسيط ليمر جمهور المهرجان في العصر الحديث الى شخصيات أمثال محمد الخضر بن الحسن ومصطفى والبشير خريف وأبو القاسم الشابي.
ولفت الشابي الى أن هذا العرض الفني شاركت فيه فرق فلكلورية وصوفية لتجسد جانبا من تراث الجهة في الفنون والرقصات الى جانب مشاركة فرق من ولايات مجاورة.
وتابع هذا العرض جمهور غفير غصّت به ساحة المهرجان المنفتحة على واحة توزر القديمة، ليكون الفضاء عاملا من عوامل نجاح العرض وإبراز خصوصية جهة ارتبط تاريخها بالنخلة كشجرة مباركة استمدت منها تاريخها وحضارتها وثقافتها والتي تمتزج فيها المدن بالواحات فأنتجت موروثا ثقافيا ماديا ولا ماديا مميزا طبع جهة الجريد وخاصة بصفتها منطقة تمدن وثقافة وأدب وفكر.