تسع سهرات موسيقية متنوعة من ستة بلدا تؤثث الدورة 37 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية التي ستقام من 13 جويلية إلى 17 أوت 2024 كما أفاد « وات » سابقا مدير المهرجان مبروك العيوني. وسيكون الجمهور على موعد مع مجموعات موسيقية من إسبانيا والنمسا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا وتونس.
وتسجل هذه الدورة انفتاحا على موسيقى الجاز حيث تمت برمجة عرضين في هذا النمط الموسيقي إلى جانب 7 عروض للموسيقى السمفونية، منها 3 عروض تونسية للتعريف بالموسيقيين التونسيين وإبداعاتهم والتعريف بالموسيقيين الشبان التونسيين. وفي هذا الإطار يأتي تشريك المعهد العالي للموسيقى بسوسة الذي سيحيي حفل الاختتام.
واعترافا بقيمة هذا النمط الموسيقي واستجابة لتطلعات محبيه، سيتم مستقبلا تنظيم تظاهرة بيومين تسبق افتتاح مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم، تحمل عنوان « جاز الجم » وتكون مخصصة لعروض الجاز وفق ما أكده اليوم مدير المهرجان خلال ندوة صحفية عقدتها لجنة التنظيم بتونس العاصمة.
وتم الكشف في هذه الندوة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، أن الدورة 37 من هذا المهرجان العريق تحمل معها الجديد من ذلك تطبيقة رقمية للتعريف بقصر الجم في الماضي وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، على غرار مواقع قرطاج ودقة والحمامات، فضلا عن الإعلان عن إطلاق جمعية مهرجان الجم بالتعاون مع عدد من شركائها، لجائزة الجم للنهوض بالتراث، وهي جائزة سيقع تسليمها في أكتوبر 2024 بمتحف الجم.
وتحمل التطبيقة اسم « هيستوريا » ويمكن للزوار والجمهور تنزيلها على الهواتف الجوالة، وهي توفر رحلة تغوص في الماضي باعتماد الواقع الافتراضي والواقع الافتراضي المعزز يتعرف من خلالها الزائر على كيف كانت هذه المواقع في السابق وكيف تحول قصر الجم من « حلبة موت إلى فضاء للحياة ».
أما عن الجائزة فتقام بالتعاون مع برنامج « ماد21″ وستحمل اسم « بري ماد الجم » وتقام بدعم من المؤسسة البنكية الراعية للمهرجان. وهي جائزة تهدف إلى تثمين التراث وتطويره والتعريف به لدى الناشئة والشباب بحسب ما أكده مدير المهرجان الذي أشار إلى أن « تسليم الجائزة سيكون في 25 أكتوبر 2024 بفضاء متحف الجم الذي لا يعرفه الكثيرون إذ أن معظم جماهير المهرجان يدخلون قصر الجم لمشاهدة العروض الموسيقية دون الانتباه إلى أهمية هذا المتحف الذي يزخر بتراث فسيفسائي ثري وهام ».
وأكد العيوني اليوم تصريحاته السابقة لمراسل « وات » في المهدية، حيث قال في الندوة التي خصصت للإعلان عن تفاصيل برنامج الدورة، إن الافتتاح سيكون بعرض « أوبرا كارمن » لمسرح أوبرا تونس، أما الاختتام، فسيكون بعرض يحمل عنوان « ألحان متوسطية » وهو من إنتاج المعهد العالي للموسيقى بتونس والأوركسترا السمفوني بسوسة.
ويتابع أحباء الموسيقى السمفونية في سهرة 20 جويلية عرض « كونسيرتو مالاقا » من إسبانيا، وعرضين من إيطاليا يومي 24 و27 جويلية تؤمنهما على التوالي « أوركسترا أكاديمية سانتا صوفيا » و »أوركسترا الحرس الديواني الإيطالي التي تحتفل بالذكرى 250 لتأسيس الديوانة الإيطالية، وقدمت بهذه المناسبة عروضا في عدة بلدان منها تونس حيث اختارت الجم لتحتفي بهذه الذكرى. ويقام هذا العرض في إطار التعاون الثقافي التونسي الإيطالي ». ويكون عشاق الموسيقى السمفونية على موعد في مهرجان الجم كالعادة مع المجموعة المتميزة « أوبيرا فيينا » وذلك في سهرة 3 أوت، قبل فسح المجال يوم 6 أوت لموسيقى الجاز والبلوز في سهرة لرفيق الغربي من تونس وناصر بن دادو من فرنسا وهو من أصل جزائري. وتواصل الجاز يوم 10 أوت مع عرض رباعي من تونس وسويسرا لمنصف قنود .
وأشار مدير المهرجان إلى أنه « لولا التعاون مع سفارات بلدان هذه الفرق لما أمكن استضافة هذه المجموعات الموسيقية المتميزة، نظرا لارتفاع كلفة استقدامها ».
وتخصص سهرة يوم 12 أوت لحفل موسيقي بإمضاء الأوركسترا السمفوني بقرطاج بقيادة حافظ مقني. وفي كلمة تقديمية، تحدث رئيس جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية رمزي جنيح، عن الصعوبات المالية التي واجهتها هيئة تنظيم الدورة 37 وعن أهمية تطوير الشراكات وتنويعها، مؤكدا أن هذا المهرجان رغم عراقته وإشعاعه العالمي، فإنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من الدعم . وثمن في هذا السياق دعم عديد الشركاء من مؤسسات راعية، وسلط محلية وجهوية، ومؤسسات عمومية منها وزارة الشؤون الثقافية ومؤسسات راجعة لها بالنظر، معربا في المقابل عن الأمل في أن « يكون التعاون مع وزارة السياحة أفضل مما هو عليه حاليا ».
كما أعرب عن أسفه لبطء استجابة الإدارات وتأخر التمويل العمومي لسنتي 2022 و2023 .
ومن جانبه أكد مبروك العيوني أن مهرجان الجم ليس مجرد مهرجان للموسيقى بل قادر على أن يكون قاطرة للتنمية المحلية في الجم وهي الفكرة الأساسية التي من أجلها أسس محمد الناصر هذا المهرجان منذ عقود. وشدد على أهمية جلب السياح إلى متحف الجم والتعريف به لدى زوار قصر الجم وغيرهم من ضيوف الجم والمهدية عموما، لافتا إلى أن تذكرة الدخول إلى قصر الجم لمتابعة العروض تسمح كذلك لصاحبها بدخول المتحف.
وجدير بالذكر أن مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية أسسه رئيس مجلس نواب الشعب الأسبق والقائم بأعمال رئاسة الجمهورية السابق محمد الناصر سنة 1986، وينتظم تحت إشراف جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية منذ سنة 2015، وبدعم من مؤسسة الثقافة والفنون التابعة لمؤسسة بنكية.
وللإشارة فإنه، وعلى غرار الدورات السابقة، سيتم تخصيص سفرات بالقطار بين تونس وقصر الجم للراغبين في التنقل لحضور السهرات الموسيقية، فضلا عن برمجة سفرات بالحافلات تنطلق من أمام وزارة السياحة بالعاصمة.