أحيت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر اليوم الأربعاء بالشراكة مع مؤسسات ثقافية وبحضور مثقفين من شعراء وكتاب وجامعيين الذكرى التسعين لوفاة الشاعر الخالد أبي القاسم الشابي (9 أكتوبر 1934) بفقرات تنوعت بين ورشات الرسم والتزويق على محامل من خشب النخيل وبين الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وذلك في فضاء روضة الشابي بتوزر.
وقد افتتحت الاحتفالية بورشات في الرسم وفن التزويق باستعمال مكونات النخيل ومنها خشب النخيل والألياف وإعداد لوحات لأبيات من شعر الشابي بالخط المغربي وهو الخط المفضل لدى الشابي. وتلت هذه الورشات ندوة فكرية حملت عنوان « المقاومة في شعر الشابي » وذلك في صلة بين شعر الشابي كملهم للشعوب وبين الأحداث التي تشهدها فلسطين ولبنان وفق بدر الدين الشعباني كاهية مدير بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر. وقدم مداخلات الندوة كل من الكاتب شفيق الطارقي وقد جاءت مداخلته بعنوان « الشابي مقاوما داخل النص وخارجه » وعمر حفيظ وعنوان مداخلته « الشابي ثائرا ».
وتخصص الفترة المسائية لقراءات شعرية يؤمنها عدد من شعراء الجريد لتتواصل الاحتفالات بهذا الشاعر الخالد، على مدى الأيام القادمة وإلى غاية 23 من هذا الشهر من خلال معارض جوالة للفنون التشكيلية في المؤسسات الثقافية والمكتبات العمومية.
ويختتم برنامج الذكرى بتكريم الفائزين في جائزة « أبو القاسم الشابي للشعر » التي يقدمها البنك التونسي، وحفل موسيقي وتكريم نخبة من شعراء الجهة بالمناسبة.
واعتبر منسق الندوة الفكرية المنتظمة بالمناسبة، جمال الدين الشابي، أن إحياء ذكرى وفاة الشابي هو مناسبة للاحتفال بالرموز الثقافية الخالدة ومرد خلوده وفق تصوره هو اهتمامه بالإنسان رغم انطلاق محتوى قصائده من الذاتية ليعانق الإنسانية في همومها وهواجسها، لافتا إلى أن الشابي لم بكن مجددا في الشكل الشعري بل أساسا جدد في المضامين والأغراض من بينها اهتمامه بمبادئ المقاومة والحرية كقيم إنسانية والقطع مع الأغراض القديمة ومنها الشعر الغزلي والوقوف على الأطلال.