البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

jtc

تجربة المسرح الادماجي والمسرح العلاجي في تونس محور مائدة مستديرة ضمن أيام قرطاج المسرحية

انتظمت صباح اليوم الأربعاء بمدينة الثقافي الشاذلي القليبي، ضمن فعاليات الدورة 25 من أيام قرطاج المسرحية، مائدة مستديرة حول موضوع « مسرح الإدماج: التعبير و العلاج » تم خلالها عرض مجموعة من التجارب التونسية التي تهدف إلى إدماج عديد الفئات الهشة من خلال الفعل المسرحي.

وشارك في هذه المائدة المستديرة التي أدارها الأستاذ الجامعي في الفن المسرحي زهير بن تردايت، عدد من المسرحيين المهتمين بالمسرح الادماجي وهم كمال العلاوي ومحمد العتيري وأنور الشعافي وزياد غناينية وهدى اللموشي ومحمد علي سعيد وحمّادي الملّولي وأمال الفرجي.

في كلمته الافتتاحية أشار مدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية محمد منير العرقي إلى أن تجربة مسرح الإدماج في تونس تطرح الكثير من التساؤل وعلى هذا الأساس تم تنظيم هذه المائدة المستديرة لتكون مجالا للبحث والتقصي حول مصطلح الإدماج، وهي فرصة كذلك لتقييم التجربة التونسية التي تهتم بالمسرح المغاير والمسرح المختلف. أشار إلى أنه سيتم مستقبلا بعث قسم خاص بهذا المسرح ضمن أيام قرطاج المسرحية.

ومثلت المائدة المستديرة مناسبة لتقديم لمحة عن تاريخ العمل على العلاج بالفنون بدءا بالفن التشكيلي الذي يعتمده بعض الأخصائيين النفسيين مع المرضى ثم الموسيقى التي اعتمدت للنظر في تفاعل حامل الإعاقة أو المصاب بطيف التوحد مع المؤثرات الموسيقية وصولا إلى المسرح. وافتتح كمال العلاوي المداخلات بسؤال فلسفي وهو « هل عالمنا بخير؟ » ليجيب: « ما أبسط هذا السؤال وما أصعب أن تتفاءل وتجيب بنعم ». وانطلق من هذا السؤال ليطرح مسألة المسرح العلاجي التي مازالت قيد البحث عالميا.

وانطلق العلاوي في مداخلته من تجربة العمل مع أطفال طيف التوحد بصفته يمثل حالات عصبية تؤثر على سلوك الطفل الذي يعاني من صعوبات في التواصل الاجتماعي.

ومن جهته سلط محمد العتيري الضوء على تجربته مع الأطفال حاملي الإعاقة السمعية التي استهلها بإدماج طفل يحمل إعاقة سمعية ضمن عمل مسرحي. وقد حاز هذا العمل العديد من الجوائز . ثم أشار إلى أنه بدأ بالاشتغال ضمن الجمعية التونسية لمساعدة الصم سنة 1994 وساهم في إنجاز العديد من المشاريع المسرحية الإدماجية للأطفال حاملي الإعاقات.

ومن هذا المنطلق أشار العتيري إلى ضرورة مسرحة المناهج والعمل على الإدماج المدرسي لهذه الفئات.

وتخلل مداخلة العتيري عرض غنائي وفرجوي لإحدى حاملات الإعاقة بهدف تقديم نموذج حي عمّا يمكن أن يُقدمه المسرح لحاملي الإعاقة.

وتطرق الجامعي والباحث المسرحي والمخرج أنور الشعافي إلى مسألة المختبرات المسرحية مشيرا إلى أن هناك استسهال داخل المسرح التونسي وداخل الوسط الأكاديمي لاستعمال كلمة مختبرات مسرحية في حين أن هناك تجارب لا ترتقي إلى مرتبة المختبر. ويعتبر أنور الشعافي أن الاندماج الحقيقي للأطفال حاملي الإعاقات وأطفال طيف التوحد يكون بالتعامل معهم بمنطق « الأسوياء » وتقديمهم للجمهور دون التركيز على إعاقاتهم وليس بالبكائيات والسعي لكسب التعاطف وهو ما نجح فيه على حسب تقديره  » مختبر الإرادة لمسرح الإدماج » الذي أنتج مسرحية  » أنا لي حلم كبير » التي أخرجها زهير بن تردايت وضمت أطفالا يعانون من طيف التوحد وحاملي وحاملات إعاقات وأطفال غير حاملين لإعاقات. وجدير بالذكر أن مختبر الإرادة لمسرح الإدماج هي مبادرة للباحث والجامعي زهير بن تردايت يبحث من خلالها في مواهب الأطفال حاملي الإعاقات والذين يعانون من صعوبات على غرار طيف التوحد من أجل تأطيرهم وادماجهم من خلال ممارسة الفعل المسرحي. وقد أنتج هذا المختبر العديد من الأعمال المسرحية من ضمنها مسرحية « هيا نعبر الجسر » في سنة 2021

وعن البعد النظري المؤطر للمسرح الإدماجي والمسرح العلاجي أشارت هدى اللموشي إلى ضرورة التسلح بخلفية معرفية للاشتغال على مثل هذه المواضيع وخاصة البحث في المصطلحات التي تُعد المنطلق الأساسي فمصطلحي المسرح العلاجي ومسرح الإدماج لا وجود لهما بل الإدماج هو وظيفة يقوم بها المبدع من خلال التقنيات المسرحية وفق توضيحها.

وتطرقت بالمناسبة إلى المصطلحات المتداولة وهي العلاج من خلال المسرح أو الإدماج من خلال المسرح والمسرحي مشيرة إلى أهمية تحديد دور المسرحي بصفته مرافقا وليس معالجا. كما عرضت اللموشي بالمناسبة تجربتها في تأطير خمسة أعمال ضمن قسم « مسرح الحرية » مع المودعين بالسجون الذين تتراوح أحكامهم السجنية بين الخمس سنوات فما فوق ومن أهم التجارب التي خاضتها تأطير 5 مودعين يحملون أحكاما بالسجن مدى الحياة أثمرت مسرحية بعنوان « خرف » حازوا من خلالها العديد من الجوائز.

ومثلت الجلسة الثانية من المائدة المستديرة فرصة لعرض عديد التجارب التونسية الرائدة في مجال الإدماج الاجتماعي والثقافي ومن ضمنها تجربة مسرح « كورتينا » بمبادرة من المسرحي محمد علي سعيد الذي اشتغل مع الجمعية المحلية للنهوض بالمعوقين بالقلعة الكبرى على تجربة مسرحية دمجت بين التكوين وتنمية القدرات من خلال الفنون.

 

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma