أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين عن إطلاق اسم الموسيقار الراحل صالح المهدي على المعهد الوطني للموسيقى بتونس، وذلك تكريما له لمساهمته الكبرى في الارتقاء بالموسيقى التونسية واعترافًا بمكانته الفنية وقامته العلمية.
وتمّ خلال سهرة تكريمية للموسيقار صالح المهدي انتظمت الليلة الماضية بالمعهد الوطني للموسيقى حضرها نخبة من الفنانين والموسيقيين ممن عاصروا حياته، تدشين قاعة صالح المهدي بفضاء المعهد حيث تمّ تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية يروي جانبًا من مسيرة الفنان، فضلا عن عدد من إصداراته في هذا المجال على غرار كتاب « الموسيقى العربية في نموها وتطورها ».
وأبرز محمد زين العابدين، أن هذا التكريم يعدّ وفاءً لجيل كامل من مؤسّسي الموسيقى التونسية والثقافة في دولة الاستقلال وما بعدها، لمساهمتهم الكبرى في بناء صرح الثقافة الوطنية وتشكيل الهوية الموسيقية التونسية والدفاع عنها رغم تواضع الإمكانيات المتاحة لهم آنذاك.
كما عدّد الوزير أعمال الراحل صالح المهدي في المجال الموسيقي الذي اتخذه مرجعا فكريا وجماليا له، معتبرا أن وظيفته الرئيسية كقاض لم تثنه عن العطاء والدفاع عن الهوية الموسيقية التونسية بإيقاعاتها ومقاماتها، ومساهمته الكبرى في إثراء المدونة الموسيقية.
وتخلّل إحياء هذه الذكرى مراوحة موسيقية قدمت للحاضرين مختارات من أبرز الأعمال الموسيقية التي تولّى تلحينها صالح المهدي على غرار « يا زين الصحراء وبهجتها » للمطربة السيدة نعمة، وقد أدّتها بامتياز في سهرة الاثنين الفنانة روضة عبد الله.
والموسيقار الراحل صالح المهدي هو من مواليد سنة 1925 بالعاصمة وتوفي في 12 سبتمبر سنة 2014. التحق بسلك القضاء سنة 1951 واستمرّ في هذه الوظيفة إلى حدود سنة 1957، وقد لقّب نفسه بـ « زرياب » خلال تلك الفترة واعتمده اسما مستعارا ينسبه إلى كلّ لحن جديد يؤلفه، إلى حين التحاقه في ما بعد بوزارة التربية ثم بوزارة الثقافة.
ألّف صالح المهدي حوالي 600 لحن من ضمنها « نشيد العروبة » الذي لحنه سنة 1947 تزامنا مع إحياء الذكرى الثانية لتأسيس الجامعة العربية، وكذلك النشيد الوطني لدولة ما بعد الاستقلال « ألا خلّدي » سنة 1958. وكتب 14 مؤلفا من بينها « الموسيقى العربية مقامات ودراسات » سنة 1993 و »الموسيقى العربية في نموها وتطورها » و »الموسيقى العربية ومسيرتها المتواصلة » وكان قد أصدرهما سنة 2003.
كما كان لصالح المهدي الفضل في تأسيس الفرقة الوطنية للفنون الشعبية سنة 1962 والأوركستر السمفوني التونسي سنة 1969.