أفاد مختار الرصاع مدير الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي التي ستقام من 13 جويلية الى 19 أوت 2017 أن هيئة تنظيم الدورة الحالية راهنت على دعم الفنانين الشبان التونسيين لفتح آفاق رحبة أمامهم والتعريف بهم في تونس خارجها، مضيفا أن التخفيض في ميزانية الدورة مقارنة بالدورة الفارطة ب400 الف دينار وتراجع قيمة الدينار التونسي حالا دون استقدام فنانين عالميين.
وخلال ندوة صحفية عقدت في سهرة الخميس بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة، بين الرصاع الذي تولى إدارة المهرجان في شهر مارس الماضي على إثر استقالة المديرة السابقة الشاعرة آمال موسى، أن التخلي عن عدد من العروض الهامة التي كانت اقترحتها المديرة السابقة في البداية على غرار الكوميديا الموسيقية Notre dame de paris أو الفنان التركي خالد ارغنش (الذي قام بدور السلطان سليمان في مسلسل حريم السلطان) مرده الارتفاع الكبير لكلفة العرض حيث تبلغ قيمة الأول 200 ألف أورو والثاني 145 ألف أورو مشيرا الى أن العروض التي تمت برمجتها لا يفوق أقصاها 90 ألف أورو.
وقال في هذا السياق « رغم تراجع قيمة الدينار وحذف 400 ألف دينار من الميزانية، إلا أننا حرصنا على إقامة مهرجان متنوع وشمولي ويستجيب لمختلف الأذواق »، مبينا أن 50 بالمائة من العروض المبرمجة تونسية، و24 بالمائة عربية و26 بالمائة أجنبية.
وتتضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي 27 عرضا ستقام في 28 سهرة على ركح المسرح الروماني الى جانب 12 عرضا في متحف قرطاج، وعرض وحيد في أكروبوليوم قرطاج . كما سيقع تنظيم ورشات مفتوحة في فضاء « سيني فوغ » بالكرم للشباب والأطفال وكل عشاق الفنون من مسرح وسينما وموسيقى. كما سيستضيف فضاء « لاغورا » بالمرسى أنشطة ثقافية وفنية في إطار المهرجان تحت عنوان « صباحات قرطاج ».
ويفتتح المهرجان بعرض يحمل عنوان « فن تونس: ستون سنة من الموسيقى التونسية » للموسيقار الشاب شادي القرفي، وهو عرض فرجوي يتناول تطور مسارات الموسيقى التونسية في الستين سنة الماضية. وسيقدم العرض الموسيقى التونسية في مراوحة بين الكتابة الاركسترالية و الآلات العربية والتقليدية، فضلا عن مزج الغناء العربي و الاوبيرالي واستعراض جانب من الإنتاج الجديد المعد خصيصا للعرض .
هذا العرض الذي أخرجه حاتم دربال ونسق موسيقاه هشام بن عمر، سيجمع فنانين من أجيال مختلفة على غرار عدنان الشواشي وقاسم كافي ورشيد الماجري، أسماء بن أحمد وسلاف، كما سيقدم لوحاته الراقصة الفنان رشدي بلقاسمي. ويسجل هذا العرض مشاركة الموهبة الصاعدة نور قمر.
وفضلا عن الاحتفاء بمسار الموسيقى التونسية في الافتتاح ستخصص السهرة الثانية أيضا من المهرجان للموسيقى الصوفية لحضرة رجال القيروان والساحل في عرض فرجوي ضخم يحمل عنوان « المدحة »،
وقد جمع حميدة جراي في هذا العرض عازفين ومنشدين وموسيقيين وراقصين ليقدم جانبا من تراث الإنشاد الصوفي والشعبي الذي تمتاز به مدن الساحل والقيروان « في إخراج ركحي متميز وتناول مدروس للعديد من الطرق الصوفية كالعيساوية والقادرية والسلامية والقناوية ». ويشارك في هذا العرض عدد من الفنانين المنشدين من بينهم حسين عامر العفريت ونور الدين الباجي ومعز زيتون.
وسيكون جمهور قرطاج على موعد في هذه الصائفة أيضا مع عرض فني راقص بعنوان « لمدينة » لنافع العلاني، وهي أوبيرات من إخراج الفنانة آمال علوان تستعرض مسار تطور الأغنية التونسية من سنة 1900 حتى اليوم.
وسيكتشف جمهور هذا المهرجان العريق في دورة 2017 العمل الجديد « دراما-عائشة والشيطان » للمخرج محمد كوكة وهي مسرحية كتب نصها الصحفي محمد المنصف بن مراد وحولها كوكة إلى عمل مسرحي ملحمي يشارك فيه عدد كبير من الممثلين من بينهم صلاح مصدق وعلي بنور ودليلة مفتاحي وكمال العلاوي وفؤاد اليتيم ومحمد حسين قريع.
ويقدم الفنان مقداد السهيلي عرضا بعنوان « للحب والسلام » يجمع فيه 16 نصا شعريا منها « الجحيم » للشاعر الإيطالي « دانتي » و »فتاة المياه » للشاعر الروسي « بوشكين » و »هيلين » للشاعر الأمريكي « ادغار ألان » و »هذا أنا » للشاعر نزار قباني و »طغاة العالم » للشاعر أبو القاسم الشابي، وغيرها من النصوص الشعرية من 16 بلدا سيؤديها عدد من الأصوات الشابة منهم محمد علي شبيل ومروى قريعة وآية دغنوج ورياض العروس. والعرض هو عبارة عن رسالة حب وسلام كونية يوجهها مقداد السهيلي الذي يؤكد أن هذا العرض ليس إلا جزءا من مشروع كبير يسعى من خلاله إلى تلحين أهم الكلاسيكيات الشعرية في العالم بحسب منظمي المهرجان.
وسيعتلي ركح قرطاج في الدورة 53 أيضا كل من أيمن لسيق وأماني السويسي وآمال المثلوثي وياسمين عزيز وصوفية صادق فضلا عن الفنان الشعبي وليد التونسي ومغنيي الراب بلطي وكلاي بي بي جي وأكرم ماغ . كما سيقدم الفنان رؤوف بن يغلان عمله الجديد « إرهابي غير ربع » ويعود لطفي العبدلي من جديد ليلاقي جمهوره في الموسم الأخير لعمله « عبدلي شو » الذي سيكون ذا مضمون مغاير للسابق وفق مدير المهرجان.
وبخصوص العروض العربية والأجنبية تشهد الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي حضور النجمة المصرية شيرين والفنان اللبناني راغب علامة واللبنانية نانسي عجرم الى جانب ريما خشيش التي ستقدم عرضا مشتركا مع السعودي عبد الرحمان محمد. ومن سوريا تحضر فايا يونان ولينا شاماميان وناصيف زيتون، ومغني الراي الجزائري قادر جابوني.
وللأطفال سيتم تقديم عرضين متتاليين للكوميديا الموسيقية « ملكة الثلوج : وتتواصل المغامرة » من فرنسا التي يمثلها أيضا في المهرجان على ركح المسرح الروماني مغنيي الراب « بلاك ام » و »بوبا ». وتسجل الدورة كذلك برمجة عروض من الأرجنتين وإيطاليا.
ويختتم المهرجان بعرض فرجوي من الهند يحمل عنوان « بهاراتي 2 في قصر الأوهام »، وهو عرض مسرحي شرقي يحمل الجمهور في رحلة استثنائية في بلاد نهر الغانج من خلال قصة مشوقة تجسدها لوحات استعراضية على إيقاع الرقصات الهندية المتفردة .
