رحلة بين الأزمنة والأمكنة، ورسائل حب للحياة وعشق كبير المرأة والوطن تفنن في تقديمها لمحبي الفن الأصيل المطرب التونسي والعربي المتميز لطفي بوشناق مساء  امس الثلاثاء على ركح مهرجان بنزرت الدولي في سهرة تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى الستين لإعلان الجمهورية التونسية.
لطفي بوشناق، الذي حضر حفله جمهور نوعي، كان من ضمنه قنصل فينزويلا في تونس، حلق بالحاضرين في سماء الفن بين المقامات الموسيقية المتنوعة مراوحا بين مواويل وأشعار وقصائد تحمل معاني الحب للمرأة عموما والتونسية على وجه الخصوص، ومعاني الوفاء للوطن والشكوى من الخيانة بأنواعها. وقد لقيت اختياراته الموسيقية تفاعلا كبيرا من الجمهور، حيث أبى أن يغادر فضاء العرض الذي استمر أكثر من ساعتين.
جمهور عاشق لفن بوشناق، تبادل الأدوار حينا مع الكورال المرافق للمطرب الذي صاحبته فرقة تجمع أمهر العازفين يقودها المايسترو عبد الحكيم بلقايد، وحينا آخر مع الفنان ذاته ليصبح هو المغني، أمام إعجاب كبير من بوشناق نفسه لتمكّن جمهوره من حفظ جل أغانيه القديم منها والجديد، فتسلطن ورقص مع الحاضرين وجعلهم يعيشون لحظات عشق وتجلي بفضل ما قدمه من موسيقى راقية كلمة ولحنا وأداء.
غنى بوشناق وأطرب الحاضرين في رحلته الموسيقية التي بدأت بقصيد « عجبي » تلتها أغنية « حبيتك وتمنيتك » و »نغني لنحيا » ثم « خدعني » وغيرها، كما عاد بهم إلى الزمن الجميل عبر مختارات من أروع الأغاني التونسية منها « عرضوني زوز صبايا » للفنانة الراحلة صليحة، و »كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة » للفنان الراحل الصادق ثريا، فضلا عن تقديمه لباقة من أشهر أغاني ألبوماته الناجحة منها « ريتك ما نعرف وين » و »نساية » و »إنت شمسي ».
ولم يفوت هذا الفنان المتميز الذي كرر مرارا، على امتداد مسيرته الفنية الممتدة على نحو 35 سنة، أنه « يحمل لا فقط هموم وطنه بل كامل الوطن العربي »، فقدم قصيدة هدية لشعب فلسطين الأبي، وشدد على أن « القدس عربية وستبقى كذلك »، وبعث برسائل مشفرة إلى السياسيين عبر أغنيته « أنا مواطن » التي يقول فيها بالخصوص « خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لنا الوطن ».
وأهدى للحاضرين أغنية جديدة من ألحانه وكلمات الشاعر آدم فتحي يقول مطلعها « هاموا بشقراء وسمراء …وهمت بتونسية » نالت إعجابا كبيرا وتفاعل مع كلماتها ولحنها جمهور بنزرت كثيرا. وقد بين في تصريح لوات إثر العرض، بحضور عدد من أعضاء الهيئة المديرة للدورة 35 لمهرجان بنزرت الدولي، أنه تم تسجيل هذه الأغنية مؤخرا وستكون معروضة للجمهور الواسع في الأسواق في غضون الأسبوع المقبل.
وعن مشاريعه وأعماله الفنية التي بصدد إنجازها بالتعاون مع عدد من المنظمات العربية أوضح لطفي بوشناق في السياق ذاته أنه فضلا عن العمل الذي قدمه مع كورال « فسيفساء » (أغاني للسلام والطفولة) لفائدة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو)، وأغنية « أنا كيفك » التي قدمها هدية للأطفال حاملي مرض « الثلاثي الصبغي 21″، فقد أعد عملا فنيا جديدا لفائدة المعهد العربي لحقوق الإنسان سيقدمه خلال ندوة صحفية مساء الجمعة 27 جويلية الحالي بالعاصمة، بحضور مدير هذه المؤسسة الحقوقية عبد الباسط بن حسن.