قال التقرير السنوي للحريات الصحفية الذي تصدره منظمة « فريدوم هاوس » الأمريكية غير الحكومية، بأن تونس هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط، التي شهدت تقدماً بين دول العالم العربي في مجال حرية الصحافة محرزة موقعاً أفضل من أي بلدٍ عربي خلال عقد، برغم بقائها في خانة الحرية الجزئية. وتحصلت تونس على 48 نقطة في التقرير الذي صدر أمس الاربعاء وتضمن 199 دولة، مشيرة إلى أن الدول التي تحرز أقل نقاط على مجموع 100 نقطة يكون فيها مؤشر حرية الإعلام أعلى من الدول التي تحصل على نقاط أكثر. وذكر التقرير أن حرية الصحافة تقهقرت في العالم في 2014 إلى أدنى مستوى منذ 10 سنوات جراء القوانين المتعلقة بدواع أمنية والترهيب وتدخل أصحاب وسائل الإعلام بحسب تقرير نشر امس ، وكشفت منظمة « فريدوم هاوس » للدفاع عن حقوق الانسان ان « الصحافيين تعرضوا في 2014 الى ضغوط مكثفة من كل حدب وصوب ». وأضافت أن « الحكومات تستخدم القوانين الأمنية ومكافحة الإرهاب ذريعة لإسكات الأصوات المنتقدة وتلجأ مجموعات الضغط والعصابات الإجرامية إلى تكتيكات دائما أكثر جرأة لترهيب الصحافيين، ويسعى أصحاب وسائل الإعلام إلى التلاعب بمضمون المعلومات لخدمة مصالحهم السياسية أو الاقتصادية ». وقالت المسئولة عن التقرير جنيفر دنهام إن واحدة من « التطورات المقلقة » كانت تعبئة الدول الديموقراطية حيال تزايد دعايات الأنظمة السلطوية والمجموعات الناشطة. وأضافت شارحة أن « الخطر هو أن الديمقراطيات بدلا من تشجيع الصحافة النزيهة والموضوعية وحرية الإعلام كحل مناسب تلجأ إلى الرقابة والترويج لأفكارها ». ومن أصل الدول والكيانات الـ 199 التي شملها التقرير وصفت 63 بـ « الحرة » و71 بأنها « حرة جزئيا » و65 « غير حرة ».وكشفت منظمة فريدوم هاوس أن 14% من سكان الأرض فقط يعيشون في بلدان الصحافة فيها حرة، و42% في بلدان الصحافة فيها حرة جزئياً، و44% في بلدان الصحافة فيها غير حرة. وتراجع موقع الولايات المتحدة بسبب الاعتقالات والمضايقات والمعاملة الفظة التي يتعرض لها الصحافيون على أيدي قوات الشرطة خلال التظاهرات العنيفة أحيانا في فرغيسن في ميزوري.وسجل تراجع أيضا في الهندوراس والبيرو وفنزويلا والمكسيك والاكوادور. وحرية الصحافة هي الأفضل في القارة الأوروبية لكنها تراجعت كثيرا خلال 10 سنوات بسبب معاملة الصحافيين في روسيا. وأشارت المنظمة إلى تفاقم الوضع في الصين حيث « شددت السلطات الرقابة على وسائل الإعلام الليبرالية » والى الظروف الصعبة في سوريا والجزائر ونيجيريا واثيوبيا. وأضافت أن تونس « سجلت أفضل نتيجة بين كافة الدول العربية » موضحة أن 5% فقط من سكان اسيا-المحيط الهادىء يستفيدون من صحافة حرة و2% من سكان الشرق الاوسط وشمال افريقيا.