احتضن مركز التكوين الفلاحي باوزرة من معتمدية مرناق صباح اليوم السبت ندوة وطنية حول التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد والمخزونات المائية، حضرها خبراء ومختصون وعدد من فلاحي الجهة.
وبينت عضو المكتب التنفيذي للنقابة زينب المانسي ان أهمية طرح الموضوع في هذا الظرف بالذات تستند إلى جملة من المعطيات والوقائع أهمها ان « المتغيرات المناخية صارت معطى قائما يهدد مخزون المياه السطحية والجوفية في ظل احتباس مياه الامطار وارتفاع درجات الحرارة وتكرر مواسم الجفاف اضافة الى وجود إشكاليات ترتبط بضعف تثمين الموارد المائية وتفاقم ظاهرة التملح ».
« أفاق تونس من الموارد المائية إلى حدود 2050″، مثلت موضوع المداخلة التي قدمها الخبير في البيئة حمدي حشاد والذي أوضح ان « التغيرات المناخية واساسا ظاهرة الاحتباس الحراري، بفعل كمية الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، ستكون لها تأثيرات جيولوجية ومناخية على اليابسة التي ستشهد تغيرات كبرى »، حيث اوضح انه « وفق دراسات علمية، من المتوقع ان يؤدي ارتفاع درجات الحرارة من درجتين إلى أكثر من ست درجات عن المعدلات العادية في المحيط الجغرافي لتونس في أفق 2050، إلى بروز مناخ جاف، ترافقها تحديات جديدة من أبرزها فقر حاد في الموارد المائية سيساهم في انخفاض انتاج الأشجار المثمرة إلى حدود 50 بالمائة والحبوب بنحو 40 بالمائة، إلى جانب تقديرات بخسائر تصل إلى 4 مليون دينار سنويا » وفق نفس المصدر .
« مشروع ‘واتر سام’ الموجه للشرق الأوسط وشمال افريقيا » الذي يشرف عليه المركز الإقليمي البيئي الممول من الوكالة السويدية للتنمية، كان موضوع المداخلة التي قدمتها ممثلة المركز ضحى زمال وركزت فيها على « مستويات التدخل والدراسات والدورات التكوينية وبناء القدرات في تثمين جودة المياه وحماية الموارد المائية خلال الفيضانات، فضلا عن عرض نماذج لتجارب مقارنة لنقل الخبرات واستهلاك الحلول لحماية الموارد المائية ».
وتناول الباحث بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية مختار الدريدي مسألة « الغراسات والأنماط الإنتاجية في ظل التغيرات المناخية »، فابرز الحاجة إلى « وضع إستراتيجية صارمة للتصرف في المياه تأخذ بعين الاعتبار خصائص كل منطقة وحاجتها من الموارد المائية في إطار تمشي يتوجه أكثر للتعديل في أنظمة الاستهلاك ويعمل على نماذج انتاج ذات فاعلية أثبتت جدواها في المحافظة على ثراء التربة وديمومة الموارد المائية »
وعرضت خلال الندوة شهادات حول وضعية شبكات الري والتجهيزات بالمناطق السقوية والصعوبات التي تلاقيها الجمعيات المائية إضافة إلى تقديم نماذج لتجارب غراسات تتلاءم مع ندرة المياه.