على مسرح بوقرنين بحمام الانف قدم الممثل كريم الغربي عرض ماهوش موجود يوم 14 جويلية في اطار الدورة38 للمهرجان الدولي بوقرنين .
وقد نفذت التذاكر قبل انطلاق العرض وكان الحضور مكثفا مما احدث بعض الفوضى في الدخول. المسرحية امتدت على قرابة الساعة ونصف وبأسلوب هزلي تطغى عليه المواقف الكوميدية تمكن كريم الغربي من شد الجمهور الذي كان متابعا جيدا لكل صغيرة وكبيرة في العرض .
ماهوش موجود هي مسرحية من نوع الوان مان شو تطرق فيها الممثل كريم الغربي الى قصة حياته منذ الولادة الى حين ظهوره على شاشة التلفزة في قناة الحوار التونسي بسكاتش « السنين الي كنت فيهم بطال » والذي مثل انطلاقته في المجال الفني. الحكاية بسيطة وعادية جدا ويعيشها اي شاب تونسي ولكنه اتخذها بشكل كاريكاتوري وصور على الركح مشاغل العاطلين عن العمل عبر ممارستهم للحياة اليومية فرسم الام والاب والجد والاخت والصديقة في علاقات متداخلة… وبأسلوب هزلي تطرق الى كل هذه الشخصيات وجلب انتباه الجمهور مع اعتماد على اختيارات موسيقية من اغاني الفن الشعبي او اغاني الراي حسب المواقف في المسرحية .

كانت بداية العرض موفقة من خلال خداع الجمهور وإبهاره اذ انطلق الممثل كريم الغربي بمشهد من الرقص العصري يعتمد على الخفة والرشاقة ليتضح بعد ذلك ان الراقص ليس كريم الغربي بل نسخة منه ثم يبدأ في تقليده بشكل مضحك. وتتواصل الاحداث بصفة مسترسلة بداية ووسط ونهاية. والجدير بالملاحظة ان المسرحية تكاد تقوم على النص بالاساس لولا بعض الحركات على الركح في حين كان من الممكن جدا ان ان يتم استغلال الفضاء استغلالا افضل لا شك وانه سيخدم المسرحية .

وقد اعتمد كريم الغربي الاسلوب نفسه على مستوى النص على غرار ما يقدم من مواقف على شاشة التلفزة والمتمثل في اسلوب المقابلة في المشاهد بين الفقير والغني و بين الاوروبي والتونسي …على مستوى التصرفات والسلوك في عديد المشاهد.كما كان الركح خال من اي ديكور ولم يستعمل الممثل اي اكسسوارات كانت قد تسهم في تعزيز حضوره الركحي في علاقته بالجمهور.وشهدت المسرحية بعض الاستقرار او الركود في بعض الفترات حين كان الجمهور يتابع دون ان يتفاعل ومن هنا يتاكد دور المخرج في العودة بقوة الى نفس النسق الذي انطلقت به المسرحية

وماهو مؤكد ان النجاح الجماهيري لاول عمل فني لكريم الغربي يعود اساسا الى الدور الكبير للتلفزة التي عرفت به وبقدراته هذا اضافة الى تكوينه المسرحي وجراته في خوض هذه المغامرة .
مدارج مسرح بوقرنين اكتضت بالجمهور من كل الفئات العمرية وخاصة العائلات والاطفال الذين كان حضورهم مكثفا نتيجة معرفتهم وتعلقهم بهذا الوجه التلفزي قبل ان يصعد الركح.

بوابة الاذاعة التونسية لطيفة جفال