يحط عرض « قصيدة »، مساء اليوم الأحد، رحاله على ركح مهرجان قرطاج الدولي في دورته 53، ليحمل معه الحضور إلى عوالم موسيقية تضمحل عبرها الحدود، ليمتزج عبق الشرق بألوان الغرب.
هذا العرض التوليفة، يجمع بين المغني الإيراني الصوفي « محمد معتمدي »، والمغنية الإسبانية من أصول غجرية « روزاريو »، لتتماهى بين طياته موسيقى « الفلامنكو » الإسبانية والمقامات الإيرانية، فتختزل الجمالية الموسيقية عوالم الشرق والغرب، في مشهد موسيقي وجداني يتخطى الدنيا نحو العالم الأرحب.
وقالت « أورنيستا أندوروث » مديرة إنتاج عرض « قصيدة »، خلال ندوة صحفية إلتأمت اليوم الأحد بمنطقة قمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة، إن العرض هو عبارة عن رحلة وشائج عشق بين الشرق والغرب، بعيدا عن كل الحدود، ليخوض غمار عالم الموسيقي الراقية.
وأكدت أن العرض هو أكثر من جولة موسيقية من إسبانيا الى إيران، ليضرب في فيافي الموسيقى العالمية، ويجمع بين اللحن والوتر والشعر، في صورة شعرية وجدانية للعالم والشاعر الإيراني عمر الخيام، وصورة فنية تنهل من موسيقى « الفلامنكو ».
من جهته، تحدث المغني والعازف الإيراني محمد معتمدي، عن هذا العرض الذي هو نمط موسيقي يختلف جوهريا عن المقامات الموسيقية الرتيبة، ليكون بمثابة رحلة عبر المقامات الإيرانية نحو عوالم الصوفية والانشاد الروحي والتجليات الزهدية، لتنصهر في مفهوم الموسيقى الكونية، قائلا « إن العرض يتعدى عملية التثاقف والتعايش بين مختلف الألوان الموسيقية وبين الحضارات، لينتصر الإحساس الإنساني الذي ينعكس في الموسيقى والفن ».
من جهة أخرى، سيؤثث عرض « غني للدنيا » للفنانة التونسية أسماء بن أحمد ، برمجة الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي يوم 26 جويلية الجاري، حيث ستسعى هذه الفنانة الصاعدة عبر صوتها الشجي، إلى النبش عبر دفاتر التراث وإحياء المخزون والموروث الفني، وإسترجاع زمن العمالقة في تونس، والإبحار في أعماق مقامات الموسيقى التونسية وعتيقها.
كما سيحمل عرض « غني للدنيا » جمهور مهرجان قرطاج الدولي، إلى أبرز المحطات في مسيرة الفنانة أسماء بن أحمد، إنطلاقا من « الكلاسيكيات » من ألحان وشدو الزمن الجميل من تونس والشرق، وصولا إلى « الطربيات » التي تنتصر للحياة وتجعل من الفن طريقا نحو الحياة.
وصرحت أسماء بن أحمد، خلال ندوة صحفية إنعقدت اليوم الأحد، بأنها ستغني أيضا لأول مرة أمام الحضور أغنية « نحب بلادي »، التي قالت إنها تختزل إحساسها وإحساس كل تونسي صادق يحب بلاده إلى حد التقديس ».