بعد ولاية تطاوين التي أفتتحت ليالي الجهات مساء السبت 19 ماي أستقبلت مدينة الثقافة مساء الثلاثاء 22ماي البوّابة الأخرى للصحراء الكبرى ولاية قبلي في سهرة كانت مزيجا من ثقافة الواحات والصحراء وفنونها .
ولاية قبلي التي تشهد على مرحلة ماقبل التاريخ في جهة نفزاوة قدَّمت سهرة جمعت بين الغناء البدوي والشعر الشعبي والطرق الصوفية والمسرح والشعر العربي الفصيح والصناعات التقليدية والفنون التشكيلية ومعرضا للكتاب
أفتتح مهرجان الصحراء الدولي هذه السهرة التي حضرها السيد محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية فهذا المهرجان الذي يمثل نموذجا في التراث اللامادي هو الذي بنى مدينة دوز ففي الوقت الذي تؤسس فيه المدن مهرجاناتها كان مهرجان الصحراء الدولي هو الذي بنى مدينة دوز فهو البطاقة البريدية الأشهر لمدينة تفتح ذراعيها للصحراء الكبرى . عروض للفرسان والمهاري وخيمة بدوية وكلاب صيد السلوقي وفرقتي الفنون الشعبية أمحمد بالبشير والهادي عبدالظاهر هي بعض من ملامح مهرجان الصحراء الدولي الذي تأسس في سنة 1910 وكان يعرف بعيد الجمل قبل أن يصبح في صيغته الحالية بداية من نوفمبر 1967 عندما أعطى له أشارة الأنطلاق الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في دورته الرسمية الأولى .
ساحة مدينة الثقافة الخارجية هي الفضاء الذي أحتضن عروضا من مهرجان الصحراء الدولي الذي صنع شهرة مدينة دوز وروّجها في العالم ، عرض لرقصة » الزقايري » أحد تعبيرات البدو الرحل الذين عمّروا باب الصحراء الكبرى في جهة نفزاوة جنوبا وغربا على الحدود الجزائرية من قبائل غريب والصابرية من معتمديتي الفوار ورجيم معروق حاليا تابعها عدد كبير من الجمهور المأخوذ بسحر نغمات الصحراء وإيقاعاتها .
وإذا كانت مدينة دوز أشتهرت بطابعها البدوي فإن منطقة قبلي والصابرية والفوار أشتهرت بطرقها الصوفية فعاش الجمهور لحظات على إيقاعات سلامية وعيساوية قبلي وقادرية غريب وهذا سر التنوع في ولاية قبلي التي تعد من أكبر ولايات الجمهورية مساحة .
ولم تقتصر سهرة ولاية قبلي على الجانب التراثي فقط بل قدَّمت أصواتا جديدة من الذين يؤثثون المشهد الثقافي اليوم ففي الشعر الشعبي حضر بلقاسم عبداللطيف الذي يعد من أبرز الشعراء الشعبيين في تونس وأكثرهم حضورا في المحافل الدولية وفي الشعر الفصيح زبير بالطيب نائلة عون الله الفاضل بنبراهيم عبد المجيد البرغوثي
أما في الموسيقى فتابع الجمهور ثلاثة عروض لبلقاسم بوقنة و « يا شعبي » للفنان « بولبابة كارم » « رجال نفزاوة » للفنان « جلال التليلي » وكانت مسرحية » صابرة » لفرقة بلدية دوز للتمثيل التي حصدت جوائز في تونس والمغرب العربي شهادة على تطور التجربة المسرحية في جهة قبلي التي تعود الى ثلاثينات القرن الماضي .
سهرة ولاية قبلي في الموعد الثاني لليالي الجهات كانت رحلة بين ثقافة الواحات والصحراء وفسيفساء من التراث اللامادي الذي يؤكد عرقة جهاتنا التونسية وتنوّع ثقافتها وفنونها