أقبل الجمهور على حفل الفنان العراقي كاظم الساهر، الليلة الماضية بالمسرح الروماني بقرطاج، بأعداد هائلة بداية من الساعة الخامسة مساءً، للظفر بمقعد قريب من الركح يمكنه من متابعة « القيصر » عن كثب، والاستمتاع بالعرض في ظروف أفضل.
وقدّر مصدر أمني عدد الحاضرين بحوالي 10 آلاف متفرّج، وهو ما يعني أنّ الجموع الغفيرة قد تجاوزت طاقة استيعاب المسرح الروماني بقرطاج (8 آلاف شخص). وقد أحكم المنظمون بالتعاون مع المؤسسة الأمنية تنظيم الحفل، وأمّنوا عملية دخول الجمهور وخروجه، وغابت بالتالي مظاهر التدافع والفوضى، باستثناء مجموعة من الأفراد يناهز عددهم 20 شخصا يبدو أنهم يحملون بطاقات دعوات، لكنهم لم يجدوا مقاعد شاغرة في المكان المخصص للكراسي.
أطلّ الفنان كاظم الساهر على عشاقه على إيقاع الأهازيج والتصفيق ولؤلؤة المدارج بأضواء الهواتف الذكية. واستهلّ السهرة بأحدث أغنياته التي أطلقها سنة 2016، وهي « عيد العشاق » ليملأ المسرح حبا ورومنسية. ثمّ وجد « القيصر » نفسه خاضعا لرغبات الجمهور، وهو ما حتّم عليه الخروج عن برنامج السهرة الذي أعدّه سلفا، منصاعا لـ « أوامر العاشقات ».
دام هذا العرض الحصري ساعتيْن، أدّى خلالها « القيصر »، كما لقبه الشاعر السوري الراحل نزار قباني، 17 أغنية دون انقطاع. وأدّى مع معجبيه « لا تتنهّد » التي أطلقها سنة 2000، و »مالي خلق » و »دلوعتي ».
وراوح العرض بين الأغاني الإيقاعية والأغاني الرومنسية الهادئة وبين الأغاني القديمة والجديدة، فأدى كاظم الساهر بحماس رائعته « هذا اللون » و »إني أحبك ». واهتزت أرجاء المسرح مع أغنية « يضرب الحب » و »هل عندك شك » وهي الأغنية التي مهدت له اعتلاء ركح المسرح الروماني بقرطاج للمرّة الأولى.
ولم يفوّت « القيصر » التغني بتونس، فردّدها وكررها مرار « يا حلوة انت تونس » عندما غنّى « هلا بالحلوة السمراء ». وأدّى أيضا « أحبيني » و »علمني الحب » وودّع جمهوره على أنغام موسيقى « قولي أحبك ».
حلّ القيصر بالمسرح الروماني بقرطاج محمّلا بمشاعر الحب والجمال والرومنسية، فتغنى بالمرأة والإنسان والوطن، وهي قيم ومشاعر كم هو الإنسان في حاجة إليها اليوم لإرساء سلام شامل ودائم، بعد مشاهد الدمار والتهجير والقتل التي خلّفتها الحروب إما باسم « الجهاد » أو باسم « محاربة الإرهاب ».
وغادر كاظم الساهر ولم يشف معجبوه من حبّ أغانيه، ليظلوا متعطشين لهذه الأغاني ولإطلالة جديدة للقيصر » على المسرح الروماني بقرطاج من أجل أن يغدق عليهم بمزيد من الموسيقى والحب.