افتتحت الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي بمدينة الثقافة، مساء أمس الخميس، بحضور وزير التربية حاتم بن سالم ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، وثلة من الكتاب والناشرين وجمهور من القراء.
وتلتئم هذه الدورة التي تتواصل إلى غاية يوم 29 ديسمبر الحالي تحت شعار « الكتاب… حياة ». وتسجل مشاركة ما لا يقل عن 70 دار نشر وعرض حوالي 15 الف إصدار بين أعمال روائية وشعرية وكتب للأطفال ومنشورات علمية وجامعية إلى جانب إصدارات فقهية وأخرى نقدية وترجمات.
وتم بالمناسبة الإعلان عن الفائزين بجوائز المعرض الوطني للكتاب التونسي. وقد آلت جائزة « المعرض الوطني للكتاب التونسي الإبداعي » مناصفة بين الكاتبين حسنين بن عمو عن روايته « عام الفزوع » الصادرة عن دار نقوش عربية للنشر، وأنور عطية عن عمله باللغة الفرنسية « la passion toi » (الشغف أنت) الصادر عن دار سحر للنشر.
وفاز بجائزة « المعرض الوطني للكتاب التونسي الفكري » مناصفة الكاتبان مصطفى نصراوي عن كتابه « القيم تماسك المجتمع وتوازن الفرد » الصادر عن دار سحر للنشر، ومحمد كرو بعمله « l’autre révolution » الصادر عن دار « سيرس » للنشر.
وتحصل مناصفة على جائزة « المعرض الوطني للكتاب التونسي الموجه للطفل » الكاتبان عباس سليمان من خلال كتابه « كم كنت غبيا »، وصلاح بن عياد عن كتابه « دهليز القائد علي ».
أما جائزة « المعرض الوطني للكتاب التونسي المترجم »، فقد آلت مناصفة إلى المترجمين بثينة عيادي عن ترجمتها إلى الفرنسية « Pas de deuil pour ma mère » عن كتاب أصلي لحسونة مصباحي « لا حداد على أمي ». وقد ترجمته رفقة « ماري كريستين ».
وآل النصف الثاني من هذه الجائزة لعبد العزيز شبيل عن عمله « الزمن والواقعية في الوصف » الصادر عن دار زينب للنشر.
وتوجت الكاتبة رفيقة البحوري بجائزة « أفضل عمل إبداعي نسائي حول الحقوق والحريات » عن عملها « في المياه المالحة » الصادر عن دار محمد علي للنشر. وتحصلت الكاتبة كوثر يعيش على « جائزة الإبداع الشبابي للمعرض الوطني للكتاب التونسي » عن كتابها « اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتشريع في تونس » الصادر عن دار الاتحاد للنشر.
وبهذه المناسبة أكد وزير التربية حاتم بن سالم في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على أن المستهدف الأول من الكتاب والثقافة هي الأسرة التربوية والتعليمية بصفة عامة، مضيفا « ستكون 2020 سنة للمطالعة لأننا نعتقد في دور المطالعة والقراءة في الارتقاء بمستوى التلميذ الفكري والمعرفي واللغوي ».
وتحدث حاتم بن سالم عن الاتفاق المبرم بين وزارة التربية ووزارة الشؤون الثقافية والذي يقضي بتخصيص وزارة الشؤون الثقافية لمليون كتاب لفائدة المكتبات المدرسية، مشيرا إلى توفير 60 ألف كتاب.
وفي مسرح الجهات بمدينة الثقافة حيث أقيم حفل الافتتاح الرسمي للمعرض الوطني للكتاب، ألقت مديرة الدورة إيمان بوخبزة كلمة أبرزت فيها أهمية المعرض في التعريف بالإنتاجات الجديدة والإسهام في النهوض بقطاع الكتاب، مضيفة أن هذه التظاهرة تؤسس لديناميكية وحركية ثقافية تضاف إلى معرض تونس الدولي للكتاب.
واعتبر رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج أن هذا المعرض هو مناسبة قارة لإشعاع الكتاب التونسي، كما يمثل حافزا للناشرين على تطوير إنتاجاتهم، ويدعم حركة النشر والتأليف ويثري الحراك المعرفي ويرعى المبدعين في تونس.
وتم بالمناسبة تكريم ثلة من الكتاب المبدعين وهم الشاذلي بن زويتين وحسن جغام وفاطمة بن فضيلة.
وتجول الوزيران وعموم الزوار في أجنحة المعرض، قبل حفل الافتتاح الرسمي، مرفوقين بمديرة المعرض إيمان بوخبزة ورئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج ورئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي، وتعرفوا على أحدث الإصدارات والمنشورات في الأدب والشعر والتراث والنقد والبحوث العلمية وكتب الأطفال والترجمات.
وعرفت الأمسية الافتتاحية للدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي إقبالا لافتا على إصدارات الأطفال، بما أن المعرض يتزامن بدوره مع فعاليات الدورة الثانية لأيام قرطاج لفنون العرائس التي استقطبت عروضها جمهورا غفيرا من الأطفال.
وتؤثث هذه الدورة أيضا عدة حلقات نقاش حول « إدارة الحياة ومقاومة العنف والفساد » و »الكتاب الرقمي وحقوق التأليف »و « أدب السجون » بالتعاون مع الادارة العامة للسجون والإصلاح.
ويشهد المعرض في جانب آخر، تنظيم لقاءات فكرية حول واقع الكتاب والرواية والسينما والكتابة للأطفال بين الابداع والحاجة البيداغوجية، بالاضافة إلى زيارة المستشفيات، اذ سيزور الاطباء المبدعون مستشفى الاطفال ومستشفى صالح عزيز لاهداء مجموعات من الكتب وتنظيم ورشات للاطفال بمشاركة شخصيات إعلامية وفنية ورياضية.