كشفت مديرة الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة وفاء بن حمودة، ان مؤشرات مرض » اللسان الازرق » في جل الولايات لم يتجاوز بعد المعدل الوطني البالغ 5 بالمائة على مستوى الاصابات و1 بالمائة في مؤشر النفوق باستثناء ولاية المهدية.
واضافت بن حمودة ، في اتصال هاتفي مع وكالة تونس افريقيا للانباء (وات)، ان ولاية المهدية فاقت معدل 5 بالمائة على مستوى الاصابات و 1 بالمائة على مستوى النفوق.
ورجحت ان يكون ارتفاع عدد الاصابات والنفوق على مستوى ولاية المهدية عائد الى عدم اتباع الطرق البيطرية المعتمدة في التعامل مع مرض اللسان الازرق.
ويضرب مرض اللسان الأزرق الذي يعد من الأمراض المستوطنة والتي تعود الى سنة 1999 ، في العادة قطيع المجترات الصغرى لكنه انتشر مؤخرا ضمن قطيع الابقار وهو مرض فيروسي تقوم بنقله حشرة « البعوض » ولا ينتقل بشكل مباشر من حيوان الى آخر.
وتساهم عوامل بيئية ومناخية (الرطوبة والحرارة والمواد العضوية) في مزيد انتشاره وهو توفر في تونس منذ شهر اوت 2020 بعد هطول امطار قوية تبعها ارتفاع لدرجات الحرارة مما اسهم في تكاثر حشرة البعوض وبالتالي في انتشار مرض اللسان الازرق التي تقوم بنقله معها عبر اللدغ.
وقالت بن حمودة : « ان مرض اللسان الازرق مرض مستوطن في البلدان المتوسطية والافريقية المجاورة لتونس ويشهد ارتفاعا في المناطق القريبة من المستنقعات وبرك المياه بفعل تواجد الحشرات الناقلة للفيروس ».
وشددت على ضرورة عدم اخراج قطعان الحيوانات في الصباح الباكر وبعد غروب الشمس نظرا لانها فترات زمنية تنشط فيها الحشرات مع الحرص على تنظيف اماكن تواجد الحيوانات واستخدام المبيدات المصادق عليها للمداواة.
وتوقعت ان تكون تونس قد تجاوزت مرحلة ذروة مرض اللسان الازرق مع توجه الطقس نحو البرودة وبالتالي تراجع نشاط البعوض مما يؤدي بدوره الى تراجع وتيرة نقل مرض « اللسان الازرق » .
واكدت بن حمودة ان مرض اللسان الازرق يمكن التقليص من حدته من خلال تفعيل الخطة الوطنية لمكافحة البعوض وكذلك من خلال رصد تمويلات لمساعدة الفلاحين على الحد من تكاثر الحشرات.
واشارت بن حمودة ، في سياق التطرق الى موضوع تلقيح القطعان ضد هذا المرض ، ان تونس اوقفت عمليات تلقيح القطيع منذ سنة 2018 بعد ان تبين عدم فاعلية هذه العملية .
واوضحت ان التخلي عن عملية التلقيح يعود الى تسجيل عدد كبير من اصناف الفيروسات (اكثر من 24 نوع) على المستوى الميداني والذي يتطلب مراجعة التلقيح في كل مرة.
وأكدت كل الدول المجاورة خلصت الى عدم جدوي عملية التلقيح وبالتالي تخلت عن هذه العملية لتعول على اعتماد سياسات وقائية تتصل بمداواة مواقع تكاثر البعوض وتحسيس الفلاحين بضرورة التبليغ لتلقي مساعدة بيطرية سريعة حال ظهور المرض وحماية قطعانهم .