طالبت حركة النهضة اليوم الإثنين في بيان، رئيس الجمهورية قيس سعيد برفع التجميد عن البرلمان والعودة السريعة للعمل بالدستور، وأعربت عن الحاجة الفورية لتكليف « رئيس حكومة كفاءات وطنية »، معتبرة أن الأزمات السياسية لا تحلّ إلا بالحوار.
وكان الرئيس سعيد قرر يوم 25 جويلية الماضي تجميد اختصاصات البرلمان لمدة ثلاثين يوما ورفع الحصانة عن النواب وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وأن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يعين رئيسها، وهو ما اعتبرته « النهضة »، أكبر الأحزاب الداعمة لحكومة المشيشي، « انقلابا » على الدستور.
وقال رئيس الجمهورية إنه اتخذ هذه التدابير الاستثنائية وفق ما يقتضيه الدستور (الفصل 80) وأن الهدف من ذلك « إنقاذ الدولة التونسية ». وجاءت القرارات على وقع احتجاجات شعبية على الحكومة والحزام السياسي الداعم لها وعلى ما تردت فيه البلاد من أزمات على المستوى السياسي والاقتصادي والصحي.
واعتبرت حركة النهضة، في البيان الذي أصدرته اليوم الإثنين عقب اجتماع مكتبها التنفيذي الجمعة الماضي، أن استمرار التجميد يمثل « تهديدا للتجربة الديمقراطية وانتهاكا للحقوق والحريات وتعدٍّيا على أبسط مبادئ الجمهورية والفصل بين السلط ».
وذكّرت بأن « المسؤولية الوطنية تقتضي الحفاظ على وحدة التونسيين وسلمهم الأهلي واستئناف المسار الديمقراطي وحماية المصالح العليا للبلاد وعدم الزج بها في صراعات اقليمية ودولية تحيد بتونس عن تموقعها التاريخي ».
وعبرت عن رفضها لما أسمته « اجراءات تعسفية »، على غرار « الوضع في الإقامة الجبرية دون إذن قضائي ودون تعليل ووفقا لقانون غير دستوري »، ومنع تونسيين من السفر « بناء على صفاتهم المهنية أو نشاطهم السياسي أو الحقوقي بتعليمات شفوية وبعيدا عن كل الضمانات القانونية »، وفق نص البيان.
ويشار في هذا الخصوص إلى أن السلطات التونسية كانت شرعت عقب القرارات الاستثنائية ليوم 25 جويلية الماضي في تتبعات قضائية وإجراءات إدارية ضد مسؤولين ونواب وقضاة ووضعت عددا منهم قيد الإقامة الجبرية، وأعلن الرئيس سعيد، في أكثر من مناسبة، أنه سيحارب الفساد والفاسدين مهما كانت مواقعهم وفق القانون.
وكانت حركة النهضة، الموجودة في الحكم منذ سقوط نظام بن علي سنة 2011 والتي استهدف محتجون مقراتها يوم 25 جويلية الماضي، أكدت في بيان لها يوم 12 أوت الحالي، أنها ستقوم بنقد ذاتي، وقالت في هذا الخصوص « لقد تلقينا رسالة شعبنا.. وسنعلن بكل شجاعة نقدنا الذاتي. »