في الايام القليلة الماضية انتشرت صورة لرجل بزي افغاني يحمل مثلحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة صفحات فايس بوك وحسابات تويتر وانستغرام وادعى مروجوها انها صورة حديثة لاحد مقاتلي حركة طالبان التي سيطرت على افغانستان مؤخرا مع كثير من التعليقات الساخرة من قبيل » مثلجات بالمتفجرات » « من القرى والجبال الى المدن والقصور » واتسمت عديد التدوينات بالسخرية والاستهزاء و الاثارة
كما علقت عديد الصفحات والمواقع ايضا على الصورة بشكل مختلف من خلال التعليق بان الرجل يحمل صنفين من مثلجات ليتقاسمهما مع ابنته او زوجته خاصة وان احدها ذو لون وردي وتمضية وقت ممتع مع العائلة
ومن التدوينات المتداولة ايضا » صورة أفغاني بالزي التقليدي يشتري مثلجات لأطفاله! قد يظن بعضكم للوهلة الاولى أن هذه صورة لمتطرّف إرهابي! والحقيقة انه شخص عادي مُسالم وربما أكثر ممن يرتدون البدلات الرسميّة ويعقدون محادثات السلام العالمي ويحصلون على جوائز نوبل ! هكذا استطاعوا أن يرسموا في عقولنا صورة نمطيّة ظالمة »
وباعتماد البحث العكسي للصورة من خلال محركات البحث جوجل و »تين اي » و و »يانداكس » تاكد استعمال الصورة بشكل مكثف مند سنوات وانه لا علاقة لها بسيطرة حركة طالبان على الحكم في افغانستان في الايام القليلة الماضية
كما تاكد لخلية مكافحة الاخبار الزائفة لمؤسسة الاذاعة التونسية ان الصورة تعود الى سنة 2002 وهي للمصور الفوتغرافي الامريكي
Steve mcCurry
وهي منشورة في حسابه على تويتر وفي صفحته الرسمية على الفايس بوك
مع تدوينة مقتضبة بعيدة كل البعد على ماتم ترويجه من انطباعات توحي الى التطرف والتنمر
وفيما يلي نص التدوينة لملتقط الصورة
“رجل يشتري الآيس كريم لأطفاله في بولي خومري ، أفغانستان ، 2002.”
A man buys ice cream for his children in Pol-e-Khomri, Afghanistan, 2002. pic.twitter.com/pi00jyO4Mn
— Steve McCurry (@McCurryStudios) June 28, 2021
ومنطقة » بول خمري » التي التقطت فيها الصورة حسب موسوعة ويكيبيديا
توجد في مقاطعة » بغلان » شمال شرق افغانستان قرب مطار « كندوز » .
اما المصور الفوتغرافي « ستيف ماكوري » ففي رصيده عديد المعارض الفنية اضافة الى نشر صوره في الكثير من المؤلفات والمجلات ويعمل على نقل الثقافات والتقاليد والصراعات والحروب مع الاحتفاظ دائما بالبعد الانساني في اعماله
وفيما يلي عينة من اعماله منشورة بعنوان وجوه من افغانستان
https://stevemccurry.blog/2021/04/09/faces-of-afghanistan-3/
وبهذا يتبين جليا ان الصورة قديمة ولا علاقة لها بما يحدث في افغانستان الآن ولا بتسلم حركة طالبان للسلطة ولا شي يؤكد انه من مقاتلي الحركة الفرحين بانتصارهم بعد حرب دامت اكثر من 20 سنة
بوابة الاذاعة التونسية لطيفة جفال
