أعطيت اليوم الجمعة بفضاء برج باب تونس بمدينة غار الملح، إشارة انطلاق الدورة الأولى « للصالون الوطني لنوادي الفنون التشكيلية بدور الثقافة »، التي تتواصل فعالياتها على مدى ثلاثة أيام (17ـ19 سبتمبر).
واختارت لجنة تنظيم هذه التظاهرة، والمتركبة من الإدارة العامة للعمل الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية لشؤون الثقافة ببنزرت، أن تحمل الدورة الأولى اسم فنان تشكيلي شهير من أبناء عروس الشمال بنزرت « المختار هنان،.. في دورة تأسيسية تحتضنها مدينة غار الملح برصيدها التراثي والتاريخي العربي والإسلامي والإنساني العريق، وشهرتها العالمية القديمة كمدينة للأبراج والموانئ، وأيضا بصيتها الدولي الحديث كمدينة « رامسار ».
وقد تزينت اليوم زوايا وفضاءات برج « لازاريت » بألوان من الفنون التشكيلية وإبداعات أبناء ومنخرطي نوادي الفن التشكيلي بدور الثقافة بتونس، الذين وجدوا اليوم في الصالون مسلكا جديدا للتعريف بإبداعاتهم والترويج لها ولأسمائهم في عوالم مدارس الفنون التشكيلية، وأيضا لاكتساب الخبرة والتكوين والحوار مع رموز راسخين في عوالم الإبداع التشكيلي.
دورة اختارت لجنة تنظيمها أن تكون أولى فقرات يومها الأول للاحتفال بالكتاب والقراءة، تزامنا مع حدث العودة المدرسية، من خلال إطلاق مشروع كتاب غار الملح تحت شعار « اعرف بلادك »، أتبعتها باحتفالية تنشيطية جمعت بين الموسيقى وبقية ألوان الفنون والابداع الثقافي، من معارض فنية في الرسم الحر والبورتريه والرسم ثلاثي الأبعاد، بالتوازي مع تنظيم سلسلة معارض فنية أبرزها عرض « فنون من ذاكرة المدينة البحرية »، ومعرض أعمال الفنان مختار هنان، فنان الستينات، الذي قال عنه الناقد وليد عبد اللاوي « إنه فنان…يعمد دائما لتأصيل هويتنا والمحافظة على تراثنا.. وكل ما يهم هندسة ومعمار المدينة العتيقة، سواء في تونس العاصمة، أو في مدينة بنزرت…مع اعتماد ألوان …مائية وزيتية أضفت على لوحاته الفنية توقا إلى الماضي، وحنينا إلى كل ما يدور داخل « الربط العربي » ولا يزال.. إلى الجدران المتداعية وما يحوم حولها من نشاط وحيوية سكان الأحياء العتيقة في حياتهم اليومية.. ».
ويضيف عبد اللاوي أن مختار هنان يتوخى في تعامله مع الواقع، التلاعب بالضوء بلمسات عريضة في درجات لونية خافتة، تستلهم رؤى فنية متعددة ودلالات وإيحاءات معمقة، ..تجسد اهتمامه بالواقع الاجتماعي التونسي.. وقراءة خاصة لحماية التراث والمدن العتيقة نظرا للإهمال الدي شهدته لمدة عقود وما آل اليه حال سكان هذه الأحياء من ظروف معيشية صعبة أمام تداعي الأبنية وتراكم الأوساخ في كل مكان في وقت من المفروض ان تكون فيه هذه الأمكنة منارة للبلاد وانعكاسا لوجهها الحضاري ».
يذكر ان برنامج الصالون الوطني لنوادي الفنون التشكيلية بدور الثقافة بغار الملح، الذي افتتحه والي بنزرت، سمير عبد اللاوي، يحتوي في يومه الثاني، غدا السبت، على تقديم مجموعة تجارب فنية وإبداعية في مجال الفنون التشكيلية من خلال عروض لأسماء وازنة في المجال، على غرار المنصف الصوابني ولطفي الدريدي وسيف الدين بن حماد وعبد اللطيف حدي، وتنظيم حلقة حوار حول واقع التنشيط التشكيلي بنوادي دور الثقافة بمشاركة الفنانين المحترفين علي الزنايدي وسامي بن عامر ومنشطي ورواد نوادي دور الثقافة، على أن يختتم اليوم الثاني للصالون بتنظيم عرض كوريغرافي بعنوان « bondage » لامال العويني ببرج باب تونس.
وفي اليوم الختامي للصالون الأحد 19 سبتمبر، تمت برمجة زيارة اكتشاف وتصوير فوتوغرافي لمواقع التراث العالمي ومعالم مدينة غار الملح، علاوة على تنظيم عرض أزياء إيكولوجي لجمعية الياسمين للثقافة والبيئة، وعرض موسيقي بعنوان « رحلة عربية » للفنانة عفيفة العويني يشفع باحتفالية « ألوان » لاختتام الصالون.