انطلقت صباح اليوم الجمعة بمدينة الحمامات من ولاية نابل، ندوة إقليمية بعنوان « الشباب العربي والمشاركة السياسية: السياقات والرهانات والعقبات/ تجارب مقارنة »، بمبادرة من مركز الدراسات المتوسطية والدولية، وبمشاركة خبراء وشباب من دول عربية مثل الأردن والعراق وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا.
وأفاد رئيس مركز الدراسات المتوسطية والدولية أحمد ادريس، بأنه سيتم التطرق إلى الإشكالات المتعلقة بمشاركة الشباب في الحياة السياسية، والنظر في أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في علاقة بالحراك الحاصل بالمنطقة العربية منذ 10 سنوات، والتطورات الأخيرة الحاصلة في تونس، بالإضافة إلى استشراف ما يمكن ان يغير واقع الشباب، وكيفية دعم مشاركته السياسية حتى يكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
وبخصوص الحوار مع الشباب الذي أعلن رئيس الدولة عن تنظيمه، اعتبر ادريس أن هذا الحوار يشوبه الغموض، متسائلا عن كيفية تجميع الشباب من كل الجهات، وعن طريقة الحوار الذي سيتم اعتماده بشكل حضوري او افتراضي، ام من خلال الدفع بالشباب الى التنظم في هياكل وتمثيليات جديدة، وهو ما يحتاج إلى وقت حتى ينطلق الحوار مع هذه التمثيليات بشكل واقعي وموضوعي.
وأضاف أن هذه الندوة التي تتواصل على امتداد يومين، ترتكز على محاور علمية يتدخل فيها خبراء من المنطقة العربية كانوا قد شاركوا في صياغة دراسة حول المشاركة السياسية في العالم العربي وسيتم نشرها قريبا، مشيرا إلى أن الندوة الاقليمية تتضمن بدورها تنظيم ورشة عمل حول هذا الموضوع، قصد الخروج ببعض التوصيات في آخر الندوة.
من جهته، أشار رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب فتحي جراي، إلى تخوف شباب بعض الأحزاب التونسية التي تعيش وضعية تفكك داخلي، في ظل تصورها للمخاطر المحدقة بها وبأحزابها، وإمكانية الانحدار الى الحرمان من الحرية، مستدركا أن هذا التخوف سبق الإجراءات الاستثنائية التي تعيشها تونس.
كما لفت إلى وجود إشكاليات حقيقية بخصوص حفظ الكرامة البشرية والمحافظة على السلامة المعنوية والبدنية للموقوفين، وعدم الالتزام بالضمانات القانونية للمشتبه بهم، فضلا عن الممارسات العنيفة خلال الإيقاف والاستنطاق، وظروف السجن التي لا تحترم المعايير الدولية.
وتتضمن أشغال هذه الندوة ثلاثة محاور كبرى وهي « المشاركة السياسية بين ضرورة التجديد وعزوف الشباب » و »المشاركة السياسية مدخل للمواطنة والديمقراطية » و »السياسات العمومية الموجهة للشباب رهان السياسة ورهان المشاركة ».