انطلقت اليوم بجزيرة جربة اشغال الملتقى الاقليمي حول التصنيع الثقافي والاقتصاد الثقافي الرقمي الذي تنظمه على امتداد 3 ايام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي تحت عنوان « دور الاقتصاد الثقافي الرقمي والمؤسسات الناشئة في خلق بنية تحتية للتصنيع الثقافي في الدول العربية ».
ويشارك في هذا الملتقى 11 دولة و3 منظمات انطلقت في هذا اليوم الاول في بحث مسالة التصنيع الثقافي في البلدان العربية بين الرهانات والتحديات وذلك بطرح توجهات التصنيع الثقافي على مستوى المنطقة العربية ودور السياسات الثقافية في ترقية التصنيع والاقتصاد الثقافي الرقمي الى جانب تقديم تجارب عدد من البلدان العربية في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي.
واعتبر احمد حبيبي الذي حضر ممثلا عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ان الدول العربية في حاجة الى سياسات ثقافية واضحة جدا والى ملاءمة التشريعات التي تخدم التجارة والاقتصاد لما يمثله الثقافي من شبكة تجمع التجارة والتكنولوجيا والفنون وربط بذلك الثقافي بقطاع الانتاج مضيفا اهمية التشريعات والتمويل بين القطاع العام والخاص والمؤسسات الناشئة كقاطرة حقيقية لتفعيل مجال التصنيع الثقافي الرقمي.
واوضح في تصريح لوات ان هذا الاهتمام بالتصنيع الثقافي متباين من دولة عربية الى اخرى بين دولة مهتمة جدا بالتصنيع الثقافي والصناعات الثقافية والاقتصاد الثقافي الابداعي مثل الامارات وقطر وتونس والسعودية والمغرب وبين دول لا تزال في مرحلة وضع سياسات استشرافية لمستقبل الاقتصاد الثقافي الرقمي والتصنيع الثقافي، مشيرا في هذا السياق الى ان هذه السنة هي السنة الدولية للاقتصاد الثقافي الابداعي الذي ستكون ابو ظبي عاصمة له.
وسيتوج هذا الملتقى وفق الدكتور احمد حبيبي باطلاق منصة رقمية لجمع وتحيين المعلومات حول الاقتصاد الثقافي الرقمي والابداعي خاصة و »إعلان جربة » لبعث الاقامات الابداعية واطلاق شبكة « الهاب العربي » التي ستستقطب الشباب اصحاب المؤسسات الناشئة المختصة في الاقتصاد الثقافي الرقمي ومن خلالها تشكيل شبكة عربية ناشطة في الاقتصاد الثقافي الرقمي والابداعي.
كما سيتم تتويج الفائزين ال10 من بين 100 مشارك في المسابقة التي تم إطلاقها منذ اسبوعين بين المؤسسات الناشئة المختصة في الاقتصاد الثقافي الرقمي من مختلف الدول العربية وذلك بمرافقتهم وتاطيرهم وتكوينهم.
وفي كلمة القاها نيابة عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ابرز احمد حبيبي ان تنظيم هذا الملتقى الاول من نوعه يعتبر حدثا إقيليميا رقميا وهو يندرج في اطار خطة المنظمة للاستفادة من التكنولوجيات الرقمية والمزايا التنافسية المستدامة التي توفرها في تطوير العمل الثقافي العربي مشيرا إلى أهمية الاقتصاد الثقافي الرقمي والصناعات الثقافية كمورد متجدد ومستدام ومحرك مهم للنمو الاقتصادي ومساهم رئيسي في التنمية ومحاربة الفقر والبطالة وكاقتصاد ابداعي قائم على نظام بيئي يتيح الفرص للمبدعين ويجعل وظائف الصناعة الابداعية خيارا مستداما ويعزز الاقتصاد المستدام والشامل .
واستعرض عدة شروط لبناء قاعدة صلبة لتصنيع ثقافي في الدول العربية ومنها بالخصوص اعادة النظر في التشريعات والاطر التنظيمية والسياسات الثقافية المحلية وتطوير البنية التحتية الرقمية الى جانب تقييم تاثير الازمة الصحية على قطاع الثقافة عامة وتحديد الاليات والسياسات والتدابير المثلى في المجال مع تسليط الضوء على افضل الممارسات التي انتهجتها دول عربية في تطوير الصناعات الثقافية.
ومن جهتها بينت سلوى عبد الخالق المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي ان مناقشة مسألة الاقتصاد الثقافي الرقمي والطرق المبتكرة للرقي بالاقتصاد عن طريق الثقافة الرقمية وتثمين المحتويات وتثمين التراث عبر التكنولوجيات الحديثة مبحث هام لتطوير الانتاج الثقافي العربي وتطوير اداء الدول العربي والتركيز على مشروع ثقافي رقمي عربي مشترك يساعد على تثمين التعددية الثقافية.
وأشارت في كلمة ألقتها نيابة عن وزيرة الشؤون الثقافية ان ما يطرحه الملتقى من مسائل اساسية وجوهرية ستكون منطلقا لقراءة متأنية وواعدة في الاقتصاد الرقمي والصناعات الثقافية من حيث اثار التقارب والتكامل بينهما في اعادة بناء وتشبيك السوق العربية مؤكدة اهمية عمل المؤسسات الناشئة كأنموذج اساسي لصناعة المحتوى الثقافي المبتكر وترويجه.
وابرزت سلوى عبد الخالق اهمية الملتقى بجملة المواضيع التي سيطرحها كدور الاقتصاد الثقافي الرقمي كاقتصاد مستدام واقتصاد وردي يساهم في رقي البلدان والاقتصاديات ودور السياسات الثقافية في تنمية هذا المجال والحلول المبتكرة وخاصة منها المؤسسات الناشئة في تشبيك العلاقات بين الشباب والمؤسسات الناشئة في مختلف الدول العربية حتى تساهم بفاعلية في المحافظة على التراث والموروث الثقافي العربي وفي اقتصاديات الدول العربية.
وانطلق على هامش هذا الملتقى معرض تحت عنوان الحوش الرقمي للمؤسسات الناشئة ومعرض للصور الفوتوغرافية حول جزيرة جربة .