دعت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي إلى وضع سياسات واستراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الرقمية وتوحيد التوجهات وتشبيك الجهود لا سيما في مواجهة مشكل تنميط سلوك الافراد وذلك من خلال التحكم في الذهن الجماعي وخياراته، مشيرة إلى دور الإعلاميين في توجيه المحتوى الرقمي ومواجهة العزلة الثقافية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها اليوم ضمن أشغال المؤتمر الثاني للإعلام العربي الملتئم بتونس تحت عنوان « حول الهيمنة الرقمية وسبل مواجهتها عربيا ».
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يقام تحت إشراف محمد بن فهد الحارثي رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، الرئيس التنفيذي لهيئة الاذاعة والتلفزيون السعودي، وعبد الرحيم سليمان المدير عام للاتحاد ومحمد صالح بن عيسى رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس.
ووفق بلاغ صادر عن الوزارة، تناولت وزيرة الشؤون الثقافية في كلمتها مسألة الهيمنة الرقمية العالمية والسبل الكفيلة بمواجهتها عبر توفير التمكين اللازم للإعلاميين العرب وتعزيز قدراتهم وتدريبهم على حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وحسن توظيف التقنيات الرقمية الجديدة، فضلا عن تطوير التشريعات التي تيسّر التعامل مع الرقمنة وتحمي من هيمنتها وآثارها السلبية.
وأشارت حياة قطاط القرمازي إلى أهمية إيجاد آليات فعّالة لمواجهة تلك الهيمنة الخطيرة باعتبارها تطال مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية خاصة منهم النشء والأطفال من خلال وضع رؤية موحدة في مجال الأمن السيبرني وتطوير الانتاج الرقمي العربي في اتساق مع حماية المعطيات الشخصية للأطفال والتصدي للأخبار الزائفة ومختلف انحرافات التعامل الرقمي ثقافيا واجتماعيا وإعلاميا.
كما دعت وزيرة إلى التعايش الذكي مع التقنيات الرقمية باستخدام أكبر وأهم المنصات وانتاج مضامين هادفة من خلالها أي الحوكمة الذكية لهذه المنصات وتعزيز انتشار اللغة العربية وتحفيز الدول العربية للانخراط في دعم المعرفة والذكاء الاصطناعي مع إحداث « منصة موحدة لتداول قيمنا الثقافية والاجتماعية المشتركة والمساهمة في انتاج المعرفة وحوز المكانة اللائقة في عالم الاعلام ».
من جهته، أشار عبد الرحيم سليمان إلى أن الاعلان الذي سيتوج أشغال مؤتمر الاعلام العربي سيُعرض خلال اجتماع وزراء الاعلام العرب الذي سينعقد في مارس 2023 بدولة الكويت كما سيتم رفع بنود هذا الاعلان في شكل توصيات خلال القمة العربية المقبلة التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية.
وفي كلمته، أشار محمد بن فهد الحارثي إلى التسارع التكنولوجي في علاقته بالسياسي الذي غيّر ملامح العالم إذ تتحكم الشركات الاعلامية العملاقة في موازين القوى في العالم مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أعادت صياغة الفردانية في أقسى تجلياتها، مؤكدا على ضرورة مجابهة كل هذه التحديات عمليا وإجرائيا.
ويشارك في المؤتمر الثاني للإعلام العربي الذي يمتد على مدى يومين، عدد هام من ممثلي الهيئات وشركات الاعلام الرقمي ويتضمن برنامج المؤتمر خمسة محاور ستخصص لمناقشة التحديات الرقمية المطروحة في الوطن العربي و مختلف الجهود المبذولة على المستوى العربي لمجابهة الهيمنة الرقمية وعرض تجارب عالمية لشركات التكنولوجيا الرقمية ووضع خطة عمل للنسج على منوالها عربيا سواء من حيث المحتوى أو من حيث الجانبين التكنولوجي والتشريعي.