احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة، مساء الأحد، فعالية ثقافية وفنية احتفاء بتسجيل فنون العرض لدى « طوايف غبنتن » على القائمة التمثيلي للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
انطلقت الاحتفالية بمعرض فوتوغرافي يستعرض خصائص « طوايف غبنتن »، تبعه عرض شريط وثائقي يوثق مسار تسجيل هذا الفن على قائمة اليونسكو.
واختتم البرنامج بعرض غنائي راقص قدمته فرق « غبنتن »، التي تعود أصولها إلى جماعات قبلية ذات جذور إفريقية من ولاية مدنين، وتحديدا منطقتي بني خداش وسيدي بومخلوف.
وتميز العرض الفني بالتقاء فريد بين الشعر المغنى والرقص، حيث تمازجت الإيقاعات التقليدية بحركات الجسم الراقصة، مع استخدام أدوات موسيقية تقليدية أبرزها الطبل المعروف بـ »انشنة ». كما تألقت الفرق بأزيائها التقليدية المتمثلة في الحولي الأبيض والشاشية الحمراء، في مشهد يعكس روح الأصالة والانتماء إلى ربوع تونس.
وتمثل « طوايف غبنتن » إحدى التعبيرات الثقافية الفريدة في تونس، إذ نشأت في منتصف القرن التاسع عشر بعد إلغاء الرق عام 1846. وقد قامت هذه الجماعات بإعادة بناء هويتها الثقافية عبر الفن، الذي جمع بين التأثيرات الافريقية والتقاليد المحلية البربرية والعربية.
وتمثل هذه العروض عنصرا أساسيا في حفلات الأعراس والمناسبات التقليدية. وقد تطورت لتشارك في المهرجانات والفعاليات الثقافية الوطنية والدولية، ما يبرز غناها الثقافي وقدرتها على تجاوز أطرها التقليدية